تجمع عشرات المواطنين من أهالي حماة ومناطق سورية أخرى في مظاهرة حاشدة بمدينة عفرين المحتلة من قبل تركيا بشمالي سوريا، احتجاجاً على زج تركيا بمقاتلين من “الجيش الوطني السوري” للقتال في النيجر بجانب الروس، وفق ما أفادت منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا.

ونقلت المنظمة عن مصادر بوصول مؤخراً 40 جثة الى معبر الراعي الخاضع لسيطرة الاحتلال التركي من عناصر “المرتزقة السوريين” الذين قتلوا في النيجر وأشارت المصادر إلى أن تركيا تتكتم عن نشر المعلومات.

صورة منشورة على صفحة منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا في الفيسبوك

وكان نشطاء المرصد السوري وثقوا في 8 أيار الجاري مقتل 5 عناصر من المرتزقة السوريين الذين يقاتلون مع تركيا في النيجر، ليرتفع العدد الكلي إلى 9 قتلى.

وشهدت مناطق شمال غرب سوريا في وقت سابق، استياء شعبيا واضحا، بعد تداول أشرطة مصورة حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منها، تظهر ضراوة المعارك في النيجر، وأخرى تظهر مجموعة من المرتزقة السوريين الذين يقاتلون في النيجر إلى جانب تركيا وروسيا، في ظل تكتم الأتراك.

وانتقد مواطنون استغلال حالة العوز لأبناء سوريا وتحويلهم إلى مرتزقة لزجهم في حروب خارج حدود بلادهم.

كما دعا أهالي وناشطون عناصر الفصائل الموالية لتركيا وخاصة العمشات والسلطان مراد، بالانشقاق عنها، ووصفوهم بعبارات قذرة لارتكابهم الانتهاكات بحق أبناء سوريا.

 

ودعا المرصد السوريين إلى التريث وعدم التورط في أي حرب، محذرا من مغبة التلاعب بمستقبل البلد المتمثل في ابنائه وشبابه.

وعلق رامز السيد، عضو المكتب السياسي في تيار التغيير الوطني ومدير مكتبه في فرنسا ، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان،” قد أصبح ذلك أمام مرأى ومسمع وعلم الجميع ، فالكل ينتفع وأقصد هنا الدول المتوغلة في الملف السوري ومن هنا فالجميع أصبح ذا نفوذ وشأن وسيطرة ويعمل بالانتفاع من جميع المعطيات لديه فقد شهدنا إرسال مرتزقة من السوريين الى ليبيا وقره باخ واذربيجان ولا نستبعد تكرار عمليات الإرسال هذه إلى أي جبهة تصعيد جديدة تكون الدول الفاعلة طرفاً في نزاعها” .
وتابع” من هنا جاء النظام الاسدي ومعه الروسي ليلعب نفس اللعبة فقد قاموا بتجنيد الآلاف من المرتزقة السوريين ليكونوا تحت الطلب الانتفاعي مقابل مبالغ زهيدة تصرف لهم بشكل شهري” .

واعتبر أن نعم سوريا لاينقصها دمار آخر أو تشتيت داخلي ولكن زمن الحرب هو زمن تختفي فيه جميع القيم والمعاني الانسانية في ساحة فوضى عارمة تسحق الشعوب ولا يستفيد منها سوى الانظمة الديكتاتورية التي تلبس القناع فوق القناع لإخفاء وجه الاجرام الحقيقي .

وأكد المعارض السوري باسل الكويفي، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه بالعودة إلى مرحلة انتشار التنظيمات الجهادية في أفريقيا وتحولاتها الداعشية الفكرية بمسميات أفريقية مختلفة وأهمية النيجر الجيوسياسية والاقتصادية ، ففي شمال النيجر عام 2018 بدأ التصعيد بالنزاع عبر خلافات قبائلية ، كانت بمثابة تحذير لفتح الابواب أمام المتشددين المتمرسين على استغلال الصراعات لتعزيز عمليات التجنيد ونشر الفوضى، وقبلها ببعض الوقت ، اجتاحت أعمال عنف الإسلاميين أجزاءً كبيرة من الساحل بغرب أفريقيا، المنطقة القاحلة التي تقع جنوبي الصحراء الكبرى، منذ عام 2017 عندما نصب مسلحون مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية كميناً وقتلوا أربعة جنود أمريكيين في النيجر ، اضافة الى قتل ستة عمال إغاثة فرنسيين واثنان من السكان في محمية للزرافات على بعد 65 كيلومترا من نيامي عاصمة النيجر في منطقة كانت تعتبر آمنة في السابق، لكن على بعد بضع مئات من الكيلومترات شمالا، ظلت منطقة أغاديز وهي منطقة بحجم فرنسا على الحدود مع الجزائر وليبيا وتشاد، تنعم بالسلام إلى حد بعيد ، بينما منطقة تيلابيري في جنوب غرب النيجر المتاخمة لمالي وبوركينا فاسو ، شهدت مقتل 367 شخصاً على الاقل عام 2017 في هجمات متشددون على صلة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، تلك التوترات في النيجر والتي قد تتحول الى صراع اقليمي تشغل بال الصين التي تعد أكبر شريك تجاري في القارة السمراء وصاحبة المشاريع التنموية الواسعة والممتدة على مسار الحزام والطريق، فبكين هي المستثمر الاكبر على الاطلاق في البنية التحتية الافريقية، من هنا جاء توجس الصين من خروج الامور عن السيطرة في النيجر ( بعد الانقلاب ) مما يدفعها المراقبة بصمت وهدوء، فلم تتفاعل بكين بشكل كبير مع حادثة الانقلاب سوى بإخراج رعاياها من النيجر، لكنها تدرك بأن أي تدخل عسكري خارجي قد يفتح الباب امام حرب اقليمية ستنسف في مكان ما جهد اعواما طويلة من التمدد الناعم بالتجارة والاستثمارات والمشاريع الاقتصادية ، نظراً لان بكين تتجاوز الشركات الامريكية والاوربية بمشاريع البناء في افريقيا على رغم الاوضاع الامنية المضطربة والازمات الاقتصادية الدولية والتنافس المحتدم بين القوى الكبرى،

ويأتي إعلان “قوات الأمن والدفاع” في النيجر عزل الرئيس محمد بازوم واحتجازه في القصر الرئاسي، يوم 26 يوليو 2023، وإغلاق حدود البلاد، ( على تدهور الأوضاع الأمنية، وانتشار الاتجار غير المشروع بثروة الذهب الوطنية ) صادمَين لعدد من محطات صنع القرار في الولايات المتحدة، والتي تكهّنت طويلاً بطلب الدول الإفريقية مغادرة القوات الفرنسية أراضيها، بينما ما زالت النيجر تستقبل القوات الأمريكية بناءً على “ترتيبات” سابقة بين واشنطن والرئيس بازوم، وفق قوله

واعتبر أن الثابت أن الولايات المتحدة أدانت رسمياً الانقلاب، وكذلك حليفتاها بريطانيا وفرنسا، وطالبت بإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، وحمّلت روسيا و”مجموعة فاغنر” مسؤولية التمدد في أفريقيا لمقارعة الوجود الأمريكي، ولم يتبقى من خيارات لواشنطن لبسط سيطرتها على مناطق العالم سوى “القتال بالإنابة”، أي تجنيد قوات أو مقاتلين من دول أخرى تدور في فلك مصالح واشنطن للقيام بالمهمة ،

وبالتالي يعرف تماماً ماهية ارسال السوريين للقتال في النيجر عبر تجنيدهم لمصالح الدول المختلفة لتأجيج الصراع والحصول على مكاسب على الارض سواءً من قبل الدول التي ترسلهم أو من قبل التنظيمات والكتائب العسكرية والامنية الدولية التي ترى فيهم سلع للاستخدام في مناطق الصراع بعيداً عن الانسانية ومنظومة حقوق الانسان ومستغلة حاجتهم المعيشية والمكانية والاجتماعية لنقلهم إلى توابيت الموت في ظل انخفاض الحلول حول قدرتهم على العيش في بلادهم انعكاساً للمشهد الإقليمي والدولي الذي حول سورية الى ساحة صراع وتصفية حسابات بينهم على حساب سورية والسوريين .

 

وعن التجنيد من الشمال السوري النيجر كما حصل سابقا ليبيا وغيرها، قال القيادي بقوات قسد الديمقراطية، محمود حبيب، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن سياقات المشهد السوري تستمر في نفس الاتجاه حيث أن الجديد فيما يتعلق بالعبث بشباب سوريا يتمثل بإرسالهم إلى النيجر هذه المرة بمهمة ارتزاق واضحة لاتمت للقضية السورية بأية صلة وفقط تحقق رغبات المشغل التركي، لافتا إلى أن المجتمع الدولي و حتى العربي أعطى زمام الشعب السوري الذي ثار على الأسد إلى تركيا لكي تستفرد بمصيره و تتحكم به و كأنه جائزة ترضية مقابل دور تركيا بكسر الثورة و اسلمتها و خيانة تضحياتها على ازلام تركيا في سورية وعلى رأسهم الإخوان المسلمين، ” بذلك وصلت حالة الشباب السوري إلى ما تراه كيف تدفعهم تركيا من خلال بعض القادة الفاسدين و أكثرهم من التركمان و تستغل أوضاعهم المعيشية القاهرة للقتال خارج الحدود بلا اي حسيب أو رقيب لنشاهد فصل جديد من إرهاب الدول المنظم الذي تقوم به تركيا

لقد دفعت تركيا بهؤلاء للقتال ضد أبناء بلدهم اولا و هذا ما قام به نظام الأسد بداية حيث دفع الجيش السوري للقتال ضد الشعب و إعادة تركيا هذا السيناريو حين دفعت بالشباب السوري تحت الضغط والتحكم و الاستفراد بهم للقتال في معارك لاحتلال الأرض السورية في عفرين و تل ابيض و رأس العين
بعد ذلك تم ارسالهم إلى ليبيا وإلى اذربيجان و إلى روسيا وأخيرا ليس آخرا إلى النيجر”
وأفاد بأن أهداف تركيا الواضحة هي إحداث تغيير ديمغرافي لتسهيل احتلال نهائي للأراضي السورية التي تقع تحت سيطرتها و لكن الأخطر هو دفع السوريين ليكونوا وقودا لمعارك أردوغان ضد خصومه حيث يستمر بتهديد أوروبا بموجات لجوء وإجبارها على دفع مبالغ طائلة وكذلك مع باقي المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين
و بات اليوم يستخدم السوري للقتال و سابقا في معاركه الانتخابية وبذلك يكون أردوغان و حكومته و الاخوان المسلمين قد الحقوا بالغ الضرر بالشعب السوري.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

تابعونا على غوغل نيوز
تابعونا على غوغل نيوز