بوابة طريق “طهران-بيروت” على المحك.. تمرد العشائر في ريف دير الزور بعد سنوات من السخاء ومحاولة كسب الحاضنة الشعبية
سعت الميليشيات الإيرانية منذ طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” والسيطرة على ريف دير الزور وبوابة طريق “طهران-بيروت” لاستمالة عشائر دير الزور إلى جانبها، عن طريق الترهيب تارة والترغيب تارة أخرى، وبطرق مختلفة منها التقرب من شيوخ العشائر، وإعطاء ميزات معنوية وأخرى مادية لجذبها.
وانخرطت العشائر في دير الزور في صفوف الميليشيات الإيرانية لأسباب عديدة، منها ضعف موقف بعضها أمام عشائر أخرى لها ما جعلها في جو تنافسي وترى في الميليشيات الإيرانية كياناً قادراً على حمايتها، مثل العشائر التي توجد في مناطق غرب دير الزور الشامية.
كما أن رغبة تلك العشائر في زيادة مكاسبها الاقتصادية كان عاملاً آخراً دفعها للانضمام إلى الميليشيات والاستحواذ على حصة من الموارد التي يشكل التهريب وتبادل البضائع بين مناطق “قسد” من جهة والعراق من جهة أخرى أهم الموارد لها.
وتعد قبيلة البكارة وشيخها نواف الراغب قائد ميليشيا الباقر، أحد أذرع إيران بالمنطقة ومن أهم العائلات التي تدعم الإيرانيين في البكارة هما عائلتي الرجا والمعيوف من عشيرة البوبدران في بلدة حطلة.
وكشفت أحداث مدينة البوكمال وريفها في 7 تشرين الثاني، خطورة الحال التي وصلت إليها الميليشيات الإيرانية و”الحاضنة الشعبية” الهشة التي سعت إيران وميليشياتها خلال 7 سنوات، على بنائها بأشكال مختلفة كالتعليم والنشاطات الترفيهية، وتأمين فرص عمل في منشآتها التعليمية ومشاريعها الصناعية وغيرها، إضافة إلى تجنيد الشبان في صفوفها وإغرائهم ماديا ومعنويا، منذ سيطرة قوات النظام على مدينة دير الزور في تشرين الثاني 2017 والاتجاه نحو البوكمال بدعم من ميليشيات موالية لإيران.
وشاركت عشيرة الحسون والدميم والبو مريح والشويط والبو رحمة والجغايفة الرحبيين “القلعيين”، والشعيطات والبوجامل من قبيلة العكيدات في الاشتباك والمساندة ضد الفوج 47 التابع للميليشيات الإيرانية.
وأجبرت العشائر، الميليشيات الإيرانية على الانسحاب من حواجزها واستبدالها بقوات النظام كشرط لتخفيض التوتر في البوكمال، حيث عقد اجتماع بين وفد يضم مسؤولين في “حزب البعث” ومسؤولين في حكومة النظام، وممثلين عن عشيرة الحسون في منزل الشيخ “أيمن الدحام الدندل” بمدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي لوقف التصعيد الحاصل بين أبناء العشيرة والفوج 47 التابع لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.
وتوصل الطرفان لاتفاق يقضي بتسليم كافة العناصر المتورطين في استهداف منزل وسيارة الشيخ “أيمن الدحام الدندل”، ومنع نصب أي حاجز عسكري من قبل جميع الأطراف باستثناء قوات النظام وأجهزته الأمنية، على أن يعاقب أي طرف يقوم بنصب حاجز.
وشهدت مدينة البوكمال توقف الحركة في أسواق المدينة، تزامناً مع قطع الطرقات في قرى السكرية والصالحية والهري بريف دير الزور.
المرصد السوري لحقوق الإنسان
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=55410