أربيل – أكد القنصل العام الفرنسي في أربيل، يان برايم، على عمق العلاقات التي تربط بلاده بالشعب الكُردي، مشيراً إلى أن فرنسا تعتبر الكُرد في إقليم كُردستان وسوريا “إخوة في السلاح” في الحرب ضد الإرهاب.
وجاءت تصريحات برايم خلال مشاركته في مؤتمر “أصوات نسائية بلا حدود”، المنعقد في أربيل يومي 3 و4 أيار، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث شدد في لقاء مع رووداو على أهمية الدور الذي لعبته فرنسا إلى جانب الكُرد، في مواجهة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وخصوصاً من خلال الدعم العسكري لقوات إقليم كُردستان وقوات سوريا الديمقراطية.
وأشار برايم إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤكد باستمرار على اعتبار الكُرد في العراق وسوريا شركاء لفرنسا، انطلاقاً من العلاقات الممتدة بين الجانبين في مواجهة الإرهاب، موضحاً أن “الدماء التي أُريقت في هذه الحرب تشمل كُرداً عراقيين وسوريين، وكذلك فرنسيين وقوات أمنية أخرى”.
وأوضح برايم أن “العلاقة القوية جداً مع الشعب الكُردي” تستند إلى “قيم ومبادئ مشتركة”، لافتاً إلى أن زيارة الوزير الفرنسي جان نويل بارو إلى أربيل في أواخر نيسان، والتي أعقبت زيارة رئيس إقليم كُردستان نيجيرفان بارزاني إلى باريس، تأتي في إطار حوار سياسي وثقافي مستمر بين الجانبين.
كما استذكر برايم العلاقات التاريخية التي تربط فرنسا بالكُرد، مشيراً إلى الدور البارز للسيدة دانييل ميتران، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق، التي عُرفت بدعمها لقضية الكُرد، خصوصاً خلال حقبة نظام صدام حسين. وساهمت جهودها في فرض منطقة حظر جوي مكّنت إقليم كُردستان من تطوير كيانه الذاتي، وافتتحت أول برلمان كُردي عام 1992.
وفي سياق المؤتمر، شدد برايم على أهمية دعم الصحفيات المحترفات في منطقة الشرق الأوسط، في مواجهة ظاهرة التضليل الإعلامي، مؤكداً أن الصحافة الحرة تُعد أساساً للديمقراطية. وقال: “لا يمكن للمواطنين ممارسة حقوقهم الديمقراطية دون توفر معلومات موثوقة يوفّرها صحفيون محترفون”، مضيفاً أن النساء العاملات في هذا المجال يواجهن تحديات متعددة، ويستحققن الدعم الكامل لممارسة عملهن بحرية ومهنية.
وأشار القنصل إلى أن تنظيم هذا المؤتمر في أربيل يعكس “قوة الروابط بين أربيل وباريس”، وقدرة فرنسا على العمل مع حكومة إقليم كُردستان ومؤسساته لتعزيز حرية الصحافة وحقوق النساء.
وفي السياق ذاته، أكد السيناتور الفرنسي ريمي فيرو في تصريح لشبكة رووداو أن العلاقات بين أربيل وباريس شهدت ازدهاراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، نتيجة اللقاءات المنتظمة بين ماكرون وبارزاني، والتي أسست لعلاقة ثقة متبادلة، مشيراً إلى أهمية هذه الجهود في ظل الظروف الجيوسياسية غير المستقرة في المنطقة.
من جانبها، مثّلت السفيرة إيزابيل روم، مسؤولة ملف حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الفرنسية، بلادها في المؤتمر، مشيدة بأهمية هذا الحدث، ومؤكدة دعم الحكومة الفرنسية له. وأوضحت في تصريح لرووداو أن “فرنسا ملتزمة دوماً بمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”، كما شددت على ضرورة احترام حقوق النساء والأقليات في المنطقة.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=68269