بعد ثلاثة عشر عاماً من الغياب القسري، أعلنت عائلة المحامي والحقوقي السوري البارز خليل معتوق وفاته رسمياً، وذلك بعد اختفائه في معتقلات نظام بشار الأسد منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2012، في خبرٍ أنهى انتظاراً طويلاً عاشته أسرته وأصدقاؤه ومحبوّه.
وأعلنت رنيم معتوق، ابنة خليل، نبأ وفاة والدها في منشور مؤثر عبر صفحتها على موقع “فيسبوك” أمس الجمعة، قالت فيه:
“أعلن أنا ابنته، نيابة عن والدتي وأخي، وفاة خليل معتوق رسمياً، ذلك الإنسان الذي أتقن الضحك في كل الظروف، وربما أيضاً في لحظاته الأخيرة، قبل إعدامه… قررنا أخيراً أن نقطع حبال الأمل ونحرّر روحه لتغادرنا بسلام”.
وأضافت رنيم أن والدها “شهيد الحق والكلمة، شهيد العدل والإنسانية”، مشيرة إلى أن العائلة ستعلن قريباً موعد جنازته في كل من سورية وألمانيا – مدينة لايبزيغ، لإلقاء الوداع الأخير وإضاءة الشموع لروحه.
وُلد خليل معتوق عام 1959 في بلدة المشيرفة بريف حمص الغربي، وتخرّج في كلية الحقوق بجامعة دمشق عام 1982. كرّس حياته المهنية للدفاع عن معتقلي الرأي وحقوق الإنسان في سورية، وتولى إدارة المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، كما ترأس المركز السوري للدفاع عن سجناء الرأي.
برز معتوق كأحد أبرز الأصوات الحقوقية في سورية، خاصة بعد “إعلان دمشق – بيروت”، ومنع من السفر بين عامي 2005 و2011 بسبب مواقفه الجريئة وانتقاده لمحاكم أمن الدولة والممارسات القضائية التعسفية.
اختفى خليل معتوق صباح 2 أكتوبر/تشرين الأول 2012 أثناء توجهه من منزله في صحنايا إلى عمله في دمشق. ورغم الشهادات غير الرسمية التي أفادت بوجوده في فروع أمنية مختلفة، بينها فرع أمن الدولة (285) وفرع فلسطين (235)، لم تصدر السلطات السورية أي تأكيد رسمي حول مصيره، وظل مصيره مجهولاً حتى إعلان وفاته.
برحيل خليل معتوق، تطوى صفحة أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، الذي ظلّ اسمه رمزاً للثبات والشجاعة في وجه القمع، وشاهداً على معاناة آلاف المفقودين والمعتقلين في سجون النظام السوري.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=79044




