الجمعة, سبتمبر 20, 2024
القسم الثقافي

من وثائق الصراع على الجزيرة عام 1937-15- خالد عيسى

 

استطاعت الكتلة الوطنية أن تعرض أحداث الجزيرة للرأي العام و كأنها نزاع بين المسلمين الوطنيين في طرف و المسيحيين و حلفاؤهم الأكراد في الطرف الآخر، و كانت تتهم الطرف الثاني بالعمالة للفرنسيين لأنهم كانوا يطالبون بالحكم الذاتي للجزيرة أسوة بالمناطق الأخرى.
****
نترجم في هذه الحلقة وثيقتين، مرسلتين في 17 آب عام 1937، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.

****

(الوثيقة الأولى)
الأمن العام
بيروت في 17 آب 1937
معلومة رقم 4134
أمن عام حلب 13-08-37.-

أ/س – عن الأحداث الأخيرة في الجزيرة:

منذ يومين، تجري في حماه الإشاعات الأكثر تناقضاً بخصوص الأحداث الجديدة التي تجري حالياً في الجزيرة.
في بعض الأوساط التي تعتبر عادة جيدة الاطلاع، يقال بأن هذه الأحداث قد وقعت بين المسيحيين و المسلمين، و بأن القوات الجوية الفرنسية قد تدخلت بإطلاق النار على الفريقين، لكن يثار بين المتطرفين المسلمين بأن أتباع دينهم في تلك المنطقة قد كانوا عرضة للعديد من الاعتداءات من قبل بعض التجمعات المسيحية ” الملتئمة من قبل عملاء الانتداب”.
ينتظر السكان الصحف بشغف، بغية الحصول على الحقيقة.

خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي

****

(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في 17 آب 1937
معلومة رقم 4143
أمن حلب، 14-08-37.

أ/س – ردود فعل وطنية بخصوص حوادث عاموده:(1)

عقب أحداث عاموده، اجتمعت الشبيبة المثقفة الوطنية في الساعة السادسة عشر من يوم الثاني عشر من شهر آب عام 1937، و ذلك في منزل محمد رهوان، في حيّ حمزة بك( في حلب-المترجم).
و حضر هذا الاجتماع بشكل خاص كل من:
رشيد رستم
عزت رحّال
مهالد جلبي
مهالد سرجيه
محمد حريري
زهدي غنّام
عبد المجيد سباعي
عبد الله أبو بكر
عبد الكريم كبّيني
أحمد محايري
مصطفى حلاق
سامي حلواني
كان قد قرر هؤلاء الشباب العمل على إغلاق الأسواق، و تنظيم مظاهرة سلمية في يوم السبت الواقع في 14 آب 1937، بغية الاحتجاج ضد قصف عاموده لدى الممثل (ممثل المفوض السامي- المترجم)، و الجنرال قائد القوات (الفرنسية-المترجم)، و ممثلي القوى الأجنبية.
بعد أخذ العلم، استدعى مكتب الكتلة (الكتلة الوطنية- المترجم) بعضاً من الأشخاص المذكورة أعلاه، للحضور في 15 -08-1937، و تمت دعوتهم إلى الهدوء، و تم إعلامهم بأن الكتلة سوف ترسل إلى الحكومة احتجاجاً كتابياً على القمع العسكري في الجزيرة.

خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي

****
ملاحظات المترجم:
(1)- كانت السلطات الفرنسية تسمي التيارات الشعبية المنادية بالحكم الذاتي في مختلف المناطق الخاضعة لانتدابها بالحركات الانفصالية، و ذلك للدلالة على ما كانت تصبو إليه تلك الحركات في عدم الخضوع المباشر للسلطات المركزية في دمشق. و كان يتم استخدام مصطلحي الوطني و الوطنيين للدلالة على أعضاء و حلفاء الكتلة الوطنية التي كانت تسعى لمد نفوذها على جميع المناطق السورية الخاضعة للانتداب الفرنسي.
يتبع

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية