الجمعة, مارس 29, 2024
آراء

الادارة والمجلس و« المغارة » … الأخوين قاسم و علي بابا

ماهين شيخاني

قصة «مغارة علي بابا والأربعين حرامي» ذات شهرة واسعة ، كما ورد في كتاب ألف ليلة وليلة، وتدور حول لصوص حاولوا سرقة علي بابا، لكن زوجته مرجانة الفطنة، تنبهت لذاك التاجر الزيت الذي نزل عندهم ، وحمولته المكونة من أربعين جرة من الزيت ، يختبئ في كل جرة لص..
أخذت الزوجة الفطنة, أحجاراً وأغلقت فوهات الجرار، وأبلغت زوجها علي بابا، بما يروم فعله هذا التاجر مع اللصوص.. فمن أين نأتي، بشعب فطن مثل مرجانة، لا تنطلي عليهم، خدعة تاجر السياسة، الذي وضع أربعين لصا، بجرار “المستقل” وخدع غالبية الشعب بهم؟.. فأصبح الناس يلوم بعضهم بعض، ويعضون على أناملهم، بعدما خرج اللصوص من جرات أغلب المستقلين، و صدحوا بتوجهاتهم علنا، بعد ان وقع الفأس بالرأس!
لو قرأنا بعيون سياسية، ووضعناها في إطار أزمتنا ، ومعاناتنا في ظل الأوضاع السياسية القائمة ، وما جرى علينا من ويلات وكوارث طوال السنوات الماضية، لاكتشفنا أن هناك تشابهاً تاماً بين اللصوص الذين حولوا المغارة إلى مخبأ لكنوزهم، وتحالف زعماء الأحزاب و مافيات النفط والوقود والدواء والمصارف الذين نهبوا المنطقة برمتها، وسرقوا قوت الناس، وتركوا الشعب يئن تحت وطأة الفقر والعوز، ويقف يومياً في طوابير الذل أمام محطات الوقود والغاز والأفران، إضافة إلى انقطاع الكهرباء، وفقدان الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية من الصيدليات والمستشفيات، وحتى المواد التموينية كالسكر والزيت , في حين تتم يومياً مصادرة الأطنان من الوقود والأدوية المخزنة لدى المستوردين والتجار الجشعين الذين يفتقدون إلى الأخلاق والضمير، ويلوذون بحماية زعماء الأحزاب والمافيات، على حساب الناس الذين يموتون على أعتاب المستشفيات، أو يقتتلون بحثاً عن رغيف خبز أو قارورة غاز، أو أمام محطات الوقود.
الناس تتهم الادارة بعجزها وعدم تمكنها , سوى ترقيع الوضع الاقتصادي والمالي، كترقيع شوارعها وطرقها ,ولا تستطيع رفع بعض المعاناة عن كاهل الناس، أو تعيد الأمل المفقود الذي بات يلقي بظلاله على السواد الأعظم من الشعب.
اما سياسياً فالتراجع واضح ومن سيء الى أسوأ ومن الجانبين (( قاسم وعلي )) . فالحوار الكوردي – الكوردي رماه بعض الساسة المتنفذين خلف ظهره بل وفقد الناس مصداقيته مما أدى الى اليأس و الاحباط في العملية السياسية ، ووضعهم على حافة الانهيار، حيث ساد الفساد في الإدارة، وتفشت فيه المحسوبيات ” الاحزاب الوطنية ( 40) وأرضاهم بالمناصب وسطوة قوى المال والاحتكار.
اما بالنسبة للمجلس والأربعين ( 51% ) مستقل
يقال ان الكوردي ولد ورضاعة السياسة في فمه , لا أعتقد ان هناك مستقلون بمعنى الكلمة , ربما تركوا الاحزاب او لم ينضموا لظروف يخصهم , لكن بالتاكيد ميلولهم وانتماهم , لا شك تميل الى اتجاه ما , فمن يصدق ان المستقل مستقل فعلا , ومن يصدق ان المستقل الحقيقي ان لم يكن مسنودا من حزب ما سيرشحه ((العصابة )) مقولة المستقلون كذبة، هم موالون لأحزاب وأصبحوا جزءا منهم ، يجب أن يعي المتابع أن كلمة مستقل في هذا الظرف, ما هي إلا كذبة منمقة، غايتها لباس ثوب لكسب الأصوات …!!!.
حصل وسيحصل , وشراء الذمم قديمة , لكن ما يزيد الطين بلة, هو خداع الناس حبكاً وتلبيساً حتى الان , بأن هناك شخصيات تقدمت بمفرها، وكسبت تأييدا شعبيا تحت يافطة “المستقل” ليتضح أنهم ضمن سلسلة تابعة لأحزاب سياسية، تفرغت سرا لكسب الأصوات تحت عنوان مستقل.. فأين المستقل وماذا سيقدم؟!
فمن خلال السنين الماضية وبدون أي عمل او مشروع لمصلحة الشعب ، أثبتت وبالتجربة أن الجماعات التي ضمن إطار سياسي وبرنامج ورئاسة ، تكون صاحبة اليد العليا في تمرير القوانين والقرارات، والحلقة الأضعف هم المنفردون أو ما يوصفون بأنهم المستقلون.. كونهم يقعون فريسة، وتبتلعهم الأحزاب الكبيرة والمنظمة, وإذا حافظوا على حيادهم، سيكونون غير فعالين، ووجودهم في الظرف الحالي كعدمه ، لن يؤثر سوى في كافتيريا مجلسهم ، هناك يتضح تأثيرهم جليا.
لنعود الى صاحبنا علي بابا وذكاء زوجته مرجانة، حيث كشفت وفضحت “الأربعين حرامي” فمن يكشف لنا الأربعين مستقلا، ويفند نظرية المستقلين التي خدعت الناس .. ثم لم ينفع الندم!
الفاسدون ( اللصوص ) لا يخدمون شعوبهم ولا يخططون لتنموية اقتصادية , زراعية وصناعية، فخدماتهم لمصلحتهم فقط كشخص ومن ثم الأهل و الحزب و حولوا الوطن إلى مزرعة تتقاسمها بعض المتنفذين، وترفض التخلي عن امتيازاتها، أو التخفيف من معاناة الناس.