الأحد, مايو 19, 2024

اندريه انتكوف: روسيا لن توافق على توسيع التواجد التركي لأنها ستضطر في النهاية للتعامل مع هذا التواجد التركي وتبحث كيفية او اساليب اخراج القوات التركية من سوريا

أخبار
قال المحلل السياسي الروسي, اندريه انتكوف, في حديث خاص مع موقع تموز نت, ان “جبهة النصرة غيرت اسمها في السابق الى هيئة تحرير الشام وكان البعض يحاول ان يقول للمجتمع الدولي ان هيئة تحرير الشام لا تتمسك بالأساليب التي تمسكت بها جبهة النصرة, وهي الان ليست ارهابية كما كانت جبهة النصرة, لكن الكل يدرك تماما عندما يكون الشخص ارهابيا سيكون ارهابيا بغض النظر عن تغيير اسم منظمته او غير ذلك, وهذا هو الموقف الروسي”.

واضاف انتكوف, ان “لدى المنظمات الارهابية في سوريا سينارويهين فقط, السيناريو الاول هو الابادة والتخلص من هذه المجموعات الارهابية, والسيناريو الثاني هو تسليم عناصر تلك المجموعات الارهابية انفسهم للمحاكمة. لذلك اعتقد انه لا يوجد هناك خيار اخر. واذا استسلمت تلك العناصر للسلطات السورية فتلك السلطات ستدرس كيفية التعامل معهم بعد محاكمتهم”.

نص الحوار كاملا

– طلب السفير الروسي في سوريا ألكسندر إيفيموف، من تركيا “مواصلة جهودها لفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين واتخاذ إجراءات لتحييدهم لاحقا” ..ومشيرا الى ان “إعادة تسميتهم بتسميات أخرى لا يعني تغييرا في طبيعتهم الإرهابية”، هل روسيا ترفض اعادة دمج هيئة تحرير الشام ضمن الفصائل المسلحة وإن كان بضمانة تركية؟.

لا ننسى بان هيئة تحرير الشام صنفت كمنظمة ارهابية من قبل الامم المتحدة وروسيا وتركيا, وبالتالي كيف يمكن لأي شخص او تنظيم ارهابي ان يصبح معتدلا بتغير الاسم فقط. جبهة النصرة غيرت اسمها في السابق الى هيئة تحرير الشام وكان البعض يحاول ان يقول للمجتمع الدولي ان هيئة تحرير الشام لا تتمسك بالأساليب التي تمسكت بها جبهة النصرة, وهي الان ليست ارهابية كما كانت جبهة النصرة, لكن الكل يدرك تماما عندما يكون الشخص ارهابيا سيكون ارهابيا بغض النظر عن تغيير اسم منظمته او غير ذلك, وهذا هو الموقف الروسي.

– هل يعتبر هذا التصريح بمثابة إنذار لتركيا للقضاء على هيئة تحرير الشام والفصائل الجهادية الاخرى؟.

اعتقد ان روسيا قالت اكثر من مرة ان لدى المنظمات الارهابية في سوريا سينارويهين فقط, السيناريو الاول هو الابادة والتخلص من هذه المجموعات الارهابية, والسيناريو الثاني هو تسليم عناصر تلك المجموعات الارهابية انفسهم للمحاكمة. لذلك اعتقد انه لا يوجد هناك خيار اخر. واذا استسلمت تلك العناصر للسلطات السورية فتلك السلطات ستدرس كيفية التعامل معهم بعد محاكمتهم.

– هل ستقبل روسيا بإعادة دمج هيئة تحرير الشام في حال تم الفصل بين عناصرها من الخارج واخراجهم خارج سوريا، مقابل دمج العناصر السوريين؟.

بكل تأكيد عندما نتحدث عن الاعضاء الاجانب للمجموعات الارهابية لا ارى اي مجال هناك سوى التخلص منهم عبر العمليات العسكرية او وضعهم في السجون, لانهم يشاركون في العمليات القتالية ووصلوا الى سوريا بشكل غير شرعي. كما ان انضمامهم الى جبهة النصر وغيرها يعتبر عمل ارهابي واجرامي ويجيب ان تدرس ذلك المحكمة الجنائية الدولية. اما العناصر السوريين فعلى كل حال يجب ان تتم محاكمتهم, وعلى المحكمة ان تدرس مصيرهم. وليس سرا بانه في بعض الاحوال هناك عناصر من المجموعات الارهابية انضموا لها بشكل اجباري, وهذا الاحتمال يجب ان تدرسه المحكمة السورية. كما يجب ان يتم دراسة الاعمال التي قامت بها تلك المجموعات الارهابية, مثلا من شارك في الذبح والقتل كيف يمكن ان توافق روسيا وسوريا على بقاء هكذا اشخاص خارج المحاكمة في سوريا, وحتى ان كان لديه الجنسية السورية يجب ان يوضع في السجن بعد محاكمته.

السيناريو الاخر وهو مثلا ان شخصا انضم للمجموعات الارهابية لكنه لم يشارك بالأعمال القتالية ولم يشارك في الذبح وقتل الابرياء, وهو امر مختلف تمام, واعتقد ان السلطات السورية يمكن ان تدرس هذا المقترح, ولا استبعد اصدار عفو عن هؤلاء ممن لم يشاركوا في القتل والذبح, وهذا القرار يعود لسوريا وليس لروسيا. وأؤكد  ان كل عناصر المجموعات الارهابية الجاهزين للاستسلام للسلطات السورية يجب ان تتم محاكمتهم ودراسة ما قاموا به من اعمال ووفق تلك الدراسة يتم اتخاذ القرار.

– تناقلت وسائل الاعلام السورية المعارضة مؤخرا تقاريرا بُثت على وسائل اعلام روسية انتقدت الفساد في الحكومة السورية وشككت بروايتها في محاربة داعش في بادية حمص، هل باتت روسية مستاءة من اداء السلطات السورية وارسلت رسالة غير مباشرة، اما ان تلك الآراء لا تعبر عن التوجه الرسمي للحكومة الروسية؟.

كان هناك تقرير للوكالة الفدرالية للأنباء, والتقرير كان يشير الى ان حوالي 30% فقط سيصوتون لبشار الاسد خلال الانتخابات الرئاسية, لكن ما يلفت النظر انه تم سحب هذا التقرير من الوكالة, ولا وجود لمثل هذا التقرير الان. لا اعتقد انه توجد هناك رسالة (روسية) للسلطات السورية, ويجب ان لا نلتفت الى مثل هذه التقارير بل النظر الى الخطوات التي تقوم بها روسيا على الارض. فهناك دعم واضح للسلطات السورية؛ معنوي وسياسي, ولا ننسى التصريحات الروسية حول اصدار تقرير لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية حول مسؤولية بشار الاسد عن استخدام الاسلحة الكيميائية في اللطامنة, روسيا انتقدت هذا التقرير وبشدة ورفضت ذلك ونفت المسؤولية عن الحكومة السورية. ثانيا يتم ارسال المساعدات الانسانية لسورية ويتم دعم سوريا لمواجهة فيروس كورونا. اذا التعاون مستمر بين موسكو ودمشق ولا مجال لمثل تلك الاستنتاجات.

اما عن وسائل الاعلام الروسية فمنذ بداية الازمة السورية تنتقد السلطات السورية وحتى السلطات الروسية, كما توجد وسائل اعلامي اخرى تدعم السلطات الروسية والسورية, وما يحدث في الصحافة الروسية هو فقط يعكس حرية هذه الصحافة رغم كل الانتقادات الموجهة من قبل بعض الدول الغربية تجاه روسيا, ووسائل الاعلام الروسية تسلط الضوء على تصرفات وسياسات الحكومة الروسية ايضا. هناك من يدعم ومن ينتقد بشدة.

– تحدثت بعض الجهات عن احتمال عملية عسكرية للجيش التركي والفصائل الموالية له ضد القوات الكردية المتواجدة في تل رفعت وشمال شرق حلب، هل حصلت تركيا على موافقة روسية؟.

– لا اعتقد ان تركيا يمكن تحصل على موافقة روسية, فروسيا ترفض كل العمليات العسكرية للدول الاخرى على الاراضي السورية, وليس سرا بان الخطوات التركية على الاراضي السورية هي خطوات غير شرعية, ولم يكن هناك قرار من مجلس الامن بها, ولم تكن هناك دعوة من قبل الحكومة السورية لتشارك القوات التركية على اراضيها, ونفس الشيء مع روسيا لا اعتقد ان روسيا ستوافق على توسيع التواجد التركي لان موسكو تدرك انها ستضطر في النهاية للتعامل مع هذا التواجد وتبحث كيفية او اساليب اخراج القوات التركية من سوريا. لذلك كل احتمال لتوسيع وتقوية هذا التواجد غير مقبولة من قبل روسيا.

– قصفت منذ ايام طائرة مسيرة ايرانية موقعا في سهل الغاب للفصائل المسلحة، كما تقوم بحشد القوات الى جانب الجيش السوري في ارياف ادلب وحلب وحماة، الا يشكل ذلك تهديدا للاتفاق الروسي التركي الموقع في ٥ مارس/اذار الفائت، ام ان روسيا ترى في ذلك ضغطا على الجانب التركي لابد منه لفتح الطريق “ام٤”؟.

لا اعتقد بان هناك تهديد للاتفاق الروسي التركي, والتنسيق مستمر بين روسيا وايران, وايضا بين روسيا وايران وتركيا في اطار استانا. اعتقد ان الدول الثلاثة متمسكة بهذا التنسيق وترى بانه هناك ضرورة للحفاظ عليه. ولا يوجد هناك احتمال للخطوات الاحادية, لذلك كل الخطوات القادمة ستكون منسقة او على الاقل سنحافظ على هذا التنسيق ونعيده بين الدول الثلاث.

شارك هذا الموضوع على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *