لواء السلطان سليمان شاه.. المعروف بـ “العمشات”، متى تأسس ومن يدعمه

25d825a725d9258425d825b325d9258425d825b725d825a725d92586-25d825b325d9258425d9258a25d9258525d825a725d92586-25d825b425d825a725d92587-1478440

ينضوي “لواء السلطان سليمان شاه” تحت راية الفيلق الأول في “الجيش الوطني” المعارض والمدعوم من تركيا، يتزعمه محمد حسين الجاسم الملقب بأبو عمشة وأغلب مقاتليه ينحدرون من القومية التركمانية في حماة، ويتداول اسم “العمشات” في وسائل الإعلام عند ذكر ممارسات الفصيل.

في التقرير التالي يسلط موقع “تموز نت” الضوء على أحد فصائل المعارضة السورية والمدعومة من تركيا وذلك ضمن سلسلة تقارير عن تلك الفصائل.

تأسس الفصيل أواخر 2011  تحت مسمى “لواء خط النار” في المنطقة الغربية لريف حماة، لمواجهة الجيش السوري بعد دخول الأزمة إلى مرحلة الصراع المسلح.

وفي أوائل 2016 أعلن عن تسمية لواء خط النار بـ “لواء السلطان سليمان شاه” نسبه إلى الجد المؤسس للإمبراطورية العثمانية، ويرجع تسمية الفصيل بالعمشات نسبة إلى قائده أبو عمشة.

أبو عمشة

تلقى الفصيل دعمه العسكري والمادي من غرفة عمليات “موم” التي تأسست على الأراضي التركية من قبل دول إقليمية وغربية لدعم الفصائل المعارضة في مواجهة القوات الحكومية.

وبلغ تعداد مقاتليه أثناء تواجده في أرياف حماة وإدلب حوالي 700 مسلح، تلقوا مقابل ذلك مبلغ مالي تراوح بين 100-150 دولار أمريكي شهرياً لكل عنصر.

وشارك الفصيل في عدة معارك ضد القوات الحكومية، من ضمنها معركة أحياء حلب الشرقية أو ما عرفة بملحمة حلب الكبرى التي قادتها هيئة تحرير الشام /جبهة النصرة سابقاً/ لفك الحصار عن تلك الأحياء، إلى جانب معركة درع الفرات التي شنتها القوات التركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”ر 24 آب/أغسطس 2016.

ونقلت مصادر في خريف 2016 أن علاقات وثيقة جمعت الفصيل مع الاستخبارات التركية، حتى أن عناصر الاستخبارات التركية كانت محاصرة في مقرات لواء السلطان سليمان شاه في حي الحيدرية بمدينة حلب، أثناء فرض القوات الحكومية الحصار على الأحياء الشرقية للمدينة في العام ذاته، وخرجوا مع مسلحي المعارضة صوب ريف حلب الغربي بعد الصفقة الروسية التركية لتسليم المدينة إلى القوات الحكومية.

وشارك اللواء في معركة غصن الزيتون الذي قادته تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين 20 كانون الثاني/ يناير 2018، ولعب دوراً رئيسياً في العمليات البرية إلى جانب القوات التركية.

الولاء التركي

ويظهر الفصيل بشكل علني موالاته للحكومة التركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة، من بينها مباركة فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية العام الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان 1 أيلول/ سبتمبر 2019 أنه حصل على نسخة من الشريط الصور، يمجد فيه قائد الفصيل محمد الجاسم أبو عمشة تركيا، وجاء فيه ” من لايشكر الناس لايشكر الله، لم يبقى معنا إلا تركيا.. الذي حرق صورة الرئيس المسلم رجب طيب أردوغان لايمثل الشعب السوري وهم من عملاء وأذناب النظام”

وقال أبو عمشة “العلم التركي يا أخوة هو تاريخنا وتاريخ أجدادنا الذين قاتلوا وأسماء شهدائنا موجودين في تركيا عندما قاتلنا الاستعمار معاً، العلم التركي يمثل دماء الشهداء العرب والأتراك وبالأخص السوريين” مردداً مع من حوله  “هذا العلم ماينداس ينباس وينحط ع الراس”.

وجاء حديثه رداً على قيام متظاهرين بحرق صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسط إحدى التظاهرات الشعبية في شمال غرب سوريا، إزاء الصمت التركي المتبع حيال ملف إدلب، الذي شهد تصعيداً من قبل القوات الحكومية والروسية.

وفي أواخر نيسان/أبريل 2019 خرّج الفصيل في ناحية شيخ الحديد “شيه” بمنطقة عفرين كتيبة تحمل اسم “أحفاد أرطغرل”.

تركيا دعمت الفصيل لتشكيل كتيبة أشبال أرطغرل وأعلن عنها في حفل حضره أعضاء من الائتلاف المعارض في اسطنبول، وقادة في الجيش الوطني، وذلك ضمن عرض عسكري على أنغام الموسيقى العثمانية، والشعارات والأعلام التركية التي رفعت في الحفل وإشارات على لباس عناصر الكتيبة.

تهم بالتغيير الديموغرافي

تتهم منظمات كردية وسائل إعلام بقيام لواء السلطان سليمان شاه بتهجير سكان أكراد من مناطقهم، ضمن خطة شملت تفريغ 70 قرية كردية شمال الباب من أهلها، بتهمة موالاتهم لحزب العمال الكردستاني، حيث تعرضت أغلب القرى الكردية للتغيير الديموغرافي في المنطقة الممتدة بين جرابلس وإعزاز، وزيادة عمليات التطهير العرقي بعد عملية “درع الفرات” في 2016، وبحسب مصادر إعلامية أنه طرد العوائل الكردية من قرية “نعمان”، وأسكن بدلاً منهم أكثر من 200 فرد من العوائل التركمانية من ريف حمص.

واعترف لواء السلطان سليمان شاه، في 2017، بتهجير السكان الكرد من قريتي سوسنباط وقباسين في ريف حلب الشمالي، قائلاً ” تم توطين 60 عائلة قدمت من حمص، ومن مخيمات جرابلس في منازل الكرد”.

اقتتال داخلي

في 15 نيسان/أبريل 2017 طردت حركة أحرار الشام من مدينة جرابلس كتائب تابعة للواء السلطان سليمان شاه باتجاه قرية الغندورة.

وذكر ناشطون معارضون أن حركة أحرار الشام قامت بطرد كتائب تابعة للواء سليمان شاه بعد معارك استمرت أكثر من يوم، تبادل فيها الطرفان القتل والأسر.

وكان أبو عمشة قائد لواء سليمان شاه المدعوم تركياً، قال أن تنظيمه تعرض للاعتداء من قبل حركة أحرار الشام والجبهة الشامية، واشتبكوا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتصدت فصائل “سليمان شاه وصقور الشمال وفرقة السلطان مراد وفرقة الحمزة” لذاك الهجوم.

اغتصاب النساء

تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي في آب/أغسطس 2018، مقطعاً مصوراً تتحدث فيه إسراء الخليل، 25 عاماً من ريف حماة، عن حادثة اغتصابها من قبل “أبو عمشة”، لمرات تحت الضغط وتهديد بالسلاح والتصفية. وأكدت أن حوادث الاغتصاب التي تعرضت لها أدت إلى إجهاضها، مشيرة إلى تلقيها تهديد بقتلها مع عائلتها من “أبو عمشة” في حال فضحه.

بينما أقدمت قيادات الجيش الوطني بالتغطية على الحادثة والالتفاف عليها عبر تشكيل لجنة مؤلفة من العقيد هيثم العفيسي، والقاضي فراس النجار من المحكمة العسكرية في “الجيش الوطني”، وقائد الشرطة العسكرية في عفرين العقيد حسن الحسين، وقائد الشرطة العسكرية في منطقة راجو المقدم جراح الكماري، وأحمد حافظ مندوباً عن الأركان، ليتم التغاضي عن القضية وإغلاقها، الأمر الذي أثار شقاقاً بين صفوف عناصر الفصيل ذاته وخروج تظاهرات وسط مدينة عفرين.

ابتزاز السكان المحليين

يرفع قيادات وعناصر الفصيل ذاته أعلام تركية على عرباتهم، إلى جانب تزيينا بصور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، في منطقة عفرين في خطوة لاستفزاز السكان الكرد في عفرين.

وكباقي الفصائل المشاركة في عملية غصن الزيتون التركية في منطقة عفرين، شارك الفصيل في أكبر عملية سرقة جماعية في عفرين.

وفي منتصف أيلول/ سبتمبر 2018 استولت عناصر اللواء على محصول الزيتون العائد لسكان عفرين عبر حواجزها المنتشرة في ناحية شيخ الحديد أو كما يعرف لدى السكان المحليين بـ ناحية شيه.

إلى جانب فرض مبالغ مالية تراوحت بين 500-4000 دولار أمريكي على كل عائلة كردية بقيت في منزلها في قرى قرمتلق وسنارة وأنقلة مركز الناحية ذاتها.

علاوة على ذلك فمع حلول فصل الشتاء 2018 أقدم عناصر الفصيل ذاته على قطع أشجار الزيتون الخضراء، بعد الاستيلاء عليها، وبيعها كحطب التدفئة في أسواق إدلب.

وأقدم عناصر الفصيل على اختطاف مواطن في قرية ألكانا في ناحية شيخ الحديد، وطالبوا ذويه بدفع مبلغ 20 ألف دولار أمريكي للإفراج عنه.

وبحسب منظمات حقوقية فإن حوالي 190 مواطن تعرضوا لعملية خطف وتعذيب وقتل ودفع فدية مالية مقابل حريتهم على يدي عناصر الفصيل.

أضف تعليق