الخميس, أبريل 18, 2024

ما هي دوافع أهلنا ل”حماية الجولاني”؟!

آراء

بخصوص موقف بعض الأخوة من قضية ذهاب أهلنا بجنديرس وطلب “حماية الجولاني” لهم من الفصائل الميليشاوية، أبدى البعض امتعاضهم واستنكارهم، ولهؤلاء نقول: بان لو لم تكن حجم الجرائم والفظائع التي وصلت لحد لا يطاق، لما ذهب أولئك إلى إدلب وطلب الحماية من الهيئة! وهذه تكشف مدى كذب ونفاق من كان يحاول التستر على جرائم هؤلاء الميليشيات، بل ليكن بعلمنا جميعًا؛ بأن أهلنا هناك حسبوها جيداً عندما طلبوا تلك الحماية من الجولاني وهم يعرفون بأنهم على لوائح الإرهاب، لكن إن كانت “هتش” متشددة دينيًا فهي بنفس الوقت تحمل عقيدة وممكن أن تحاسب من يخالف عقائدها ولكن وبنفس الوقت فلها قيادة مركزية ومناطقها منضبطة وبالتالي يمكن اللجوء إلى محاكمها في حال قيام أحد عناصرها بانتهاك ما، بينما مناطق الفصائل هي في حالة فوضى وفلتان أمني وكل طرف ميليشاوي عامل دولة لحاله، بل كل عنصر منه دولة وزعيم لا يجرؤ ابن ابيه أن يسأله عن أفعاله، ناهيك عن محاكمته، ثم إن كان الهيئة متشددة دينيًا، لكنها لا تحمل حقدًا عنصريًا قوميًا ضد الكرد، أو على الأقل لم نشهد منها مؤخراً!

بينما الجماعات التي تهيمن على عفرين تحت مسمى “الجيش الوطني” زوراً فهي وبالإضافة لحالة الفلتان والفوضى، فإنها تحمل حقدًا دينيًا وقوميًا تم تطعيمهم به من قبل دوائ الحرب الخاصة للاستخبارات التركية وزيادةً على كل ما سبق، فقد سمحت لهم تلك الجهة لدائرة الحرب الخاصة باستباحة المنطقة سلبًا ونهبًا ودمارًا ودون أن يتعرضوا لأي ملاحقة ومحاكمة. وهكذا توفر فيهم كل من التطرف الديني والعنصرية القومية إلى حالة اللصوصية ولذلك أي مقارنة مع طرف مثل جماعة الجولاني، أو غيرها من تلك الجماعات المتشددة دينيًا، فإن الأفضلية ستكون لهذه الأخيرة ولذلك لا تستغربوا ذهاب أهلنا له وطلب حمايته.. أما من يقول؛ لمًا لم يطلبوا حماية قسد أو البيشمركة فأعتقد هم يدركون بأن ذاك الطلب فوق طاقتهم وقدرتهم على المطالبة به وإلا كانوا طالبوا بأي قوات كردية وهناك فعلًا بعض المطالبات بدخول قوات البيشمركة.. نأمل أن نقرأ الرسائل والواقع بموضوعية حيث من على الأرض يدرك حيثيات المسائل أكثر من الآخرين ومن يحترق أصابعه هو الذي يشعر بحجم الألم والوجع.

بير رستم