مدير منظمة الصحة العالمية يعد بعدم ادخار أي جهد لمعرفة مصدر كوفيد-19

صرح مدير منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي قائلا: “هناك بُعد علمي وأخلاقي لهذه المشكلة ويجب أن نستمر في الدفع حتى نحصل على الجواب” حول مصدر الوباء الذي بدأ في الصين نهاية عام 2019، وأكد أن “الأمر مهم وأساسي للغاية”.

 

Read More 

قافلة حملة “هنا سوريا” تصل إلى منطقة عفربن لإغاثة المتضررين جراء الزلزال المدمًر

وصلت قافلة المساعدات الإنسانية المقدمة من مناطق شمال شرق سوريا تحت اسم “هنا سوريا” إلى منطقة عفرين حيث ضمت القافلة 94 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية، وهي في طريقها إلى بلدة جنديرس بريف عفرين، لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شمال غرب سوريا.
وجاء ذلك بعد الحملات التي أطلقها الأهالي تحت مسميات “فزعة الرقة” و”فرعة الفرات” وفزعة إخوة” لجمع التبرعات استجابة لنداء المتضررين من الزلزال.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان بتاريخ 12 شباط الجاري، إلى أن منذ اليوم الأول للزلزال الذي ضرب مناطق متعددة من الجغرافية السورية، عملت فرق تطوعية ومنظمات وناشطين على إطلاق حملات تبرع لصالح المنكوبين في شمال غربي سوريا، وتم اطلاق عناوين لتلك الحملات منها “فزعة الرقة” و،” فزعة الفرات”، و “فزعة إخوة” وعملت على جمع تبرعات نقدية وعينية وطبية ومستلزمات هندسية.

المصدر: المرصد السوري

حريق يطال مركز تسوق مشهور في مدينة اربيل شفق نيوز

شفق نيوز/ افاد مصدر محلي، مساء الأربعاء، باندلاع حريق في أحد مراكز التسوق المشهورة في مدينة اربيل.

وقال المصدر لوكالة شفق نيوز ان “الحريق اندلع في (تابلو مول) باربيل ومازال مستمرا”.

واضاف ان ” فرق الدفاع المدني وصلت الى مكان الحريق وسيطرت عليه، من دون معرفة تفاصيل أكثر.

رئيس حكومة إقليم كوردستان يصل إلى باريس في زيارة رسمية شفق نيوز

شفق نيوز/ وصل رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مساء اليوم الأربعاء 15 شباط (فبراير) 2023، إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية على رأس وفد حكومي.

وسيلتقي رئيس الحكومة خلال الزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدداً من كبار المسؤولين الفرنسيين، لبحث آفاق تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والجمهورية الفرنسية على مختلف الصعد.

كما ستتناول الزيارة آخر المستجدات في الساحة العراقية والمنطقة عامة، بالإضافة إلى مناقشة جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

الملائكةُ افترشَت أرضَ الحدائق

علي مراد

هذه الأرضُ المحرَّمةُ …

هذه الأرضُ المكعَّبةُ كالعذابِ

تأكلُنا

وتحفظُ رفاتنا

بين تجاعيدِ الحديد

هنا نتدلّى من شُرفتِنا

جثثاً ناقصة…

هنا تحتَ الأنقاضِ نُولَدُ

ونشتمُّ العذاباتِ

هنا في بيوتِنا نُدفَنُ

يااااا البصيرُ

لا حليبَ في أثداءِ الجدارِ

يناجيكَ هذا الرَّضيعُ

فيرتدُّ الصَّدى…

أيُّها السَّميعُ

أتسمعُ؟

لدينا أحلامٌ

وأجنحةٌ تعبنا من طيِّها

وإخفائها تحتَ دثارِ الأرق

ولدينا نوافذٌ تطلُّ على

المبغى الدُّولي

وعلى الأممِ المتَّفقةِ

على صهرِنا

ولدينا مقاعدُ حجريَّةٌ

سقطَت للتوّ من سقفِ بيتنا

ولأطفالنا راحاتٌ

بحجمِ ستارةِ المسرحِ

راحاتٌ يشربُ الحمائمُ منها

وتستحمُّ فيها عصافيرُ الدُّوري

راحاتٌ….

لا تحملُ سوانا…

غمامات لمسحِ الدَّمعِ

وحجبِ الرُّكامِ

لا سلالمَ لدينا

ليصعدَ العويلُ أكثر

لا مطارات

لتحملَ لنا طيورُ الأبابيلِ

حنطةً

وضماداً.

 

​الثقافة – صحيفة روناهي  

غضب الطبيعة تربية النفس

عبد الله رحيل

غضب الطبيعة قِران الموت والحياة، وتزاوج المصير بالأمل، وانهزامية التكبّر، والجبروت، ملتحما بالتواضع، وبالتخاذل، ضد أنفة النفس، وهالة عظمتها، التي تمتحن الصبر في احتمال التوازن التكويني، لصفائح صخرية قاسية أشاحت عن وجهها وداعة الحمام، وبراءة الأطفال؛ لمّا سمعت أنّات المظلومين، وآلمها جحد حقوق الآخرين، فملّت التموضع، وسئمت جور البشر، فاصطبرت، وصبَّرت مكوناتها ضد ما يُحمل عليهما من الألم، والظلم المتواتر، يرجعه كثير من الخلق إلى الجنس البشري، وإلى ما أنتجته أدمغتهم من تكنولوجيا، عبثت كثيرا في جمال الأرض الخلاّب، غضبٌ تصدره أسباب مجهولة المصدر، بعضها يتعلّق بتوازن الطبقات لحماية الضعف فيها، وبعضها حمم تغلي في الأعماق كالمرجل، فتثور ثورة الكريم إذا أُهين، لا يدوم طويلا، ويمتدُّ مسافات شاسعة، وبالوقت نفسه، بين الشرق والغرب، ينتفض كالعملاق المسجون، وكالعفريت المظلوم، وكنار تلتهم الهشيم، وكريح صرصر عاتية، ثم يختفي بصمت، فتغدو الخلائق سكرى هائمة، وأديم الأرض تذروه الرياح، ومعالم تختفي، وتظهر عملاقة أخرى، ويكثر العويل، والصراخ، وتبتسم الأرض، وتأخذ أعزاء اشتاقت إليهم، خلقٌ فوق خلقٍ، صغار وكبار، وطفولة، وساحات كبيرة من الدمار والهلاك بأصقاع الأرض المترامية كلها، أو بعضها، هذا الغضب التكويني، إن شاء دام برهةً، وإن شاء لحظة، وإن شاء أياماً متوالية، إن حدث ذلك؛ فقد بلغ سن اليأس بتماهي خطأ الإنسان، وآثامه، وإيقاف شروره، والتعدي المباشر، وغير المباشر على جمال الحياة، والتوقف عن التغزل بزهرها، ووردها، وجبالها، وعبير وديانها، وآلمه الاقتتال والقتل، والجنون العقلي في الخراب، وتشريد البشر بين الخرائب، وسجن مستوى العقل بين الأنقاض والنقائض، فيثور غضب الأرض السحيق، ثورة اندفاع وتغيير، وثوراناً فعّالاً لتقليم الأظفار، ولاستبدال الضغينة بالود، ولجم جماح السادة المتكبِّرين المتعالين على جمال الأرض، فيغدو جرس إنذار ومنبهاً، لِعَين رأت الجنون الإنساني، يوم يكونون كالفراش المبثوث، فيلتحم العدو، والصديق في مواجهته، لكنهم لا يستطيعون.

هناك في تلك اللحظة الغاضبة، يصبح الإنسان بقوته، وبعظمته، وجبروته، لا يقوى في مقاومة جناح بعوضة، ولا دفع موت حتمي، أكفانه الحجر، وغُسله وطهره الثرى، ولا يدع له هذا الغضب إدارة أسلحته النووية، التي تدمّر الأرض بمقبض صاروخ، أو مدفع طائرة تتجاوز سرعتها الصوت، والضوء، فيغدو مهجَّرًا برغبته، من مكان سعيد مؤتلف، تسكنه السكينة إلى خيمة ممزَّقة الدثار، أشعثاً مغبرًّا، قد رأى ما قدمته يداه، وإقامة بناء شامخ يعانق النجوم، والغيم إلى حطام من ركام فيه الموت، والبؤس، والتشرد، يبحث عن ناجين فيه؛ ليستقيم نظره في استكانة المودع العاجز، وقد برئ في تلك اللحظة من آثامه، ومن فِكَره الهدامة، ومن قطع سبيل المعروف، ومن تلويثه للقمة الهانئة، في تلك اللحظة، التي تخرج عن معقولية الجواب، وعن منطق الحياة، يتعطّل فكره النيّر الثاقب سوى بنفق ضيق للخروج، والنفاذ نحو الحقيقة ونحو الحياة، ونحو ملجأ في الأرض، التي سعى دائما لتلوينها فلفظته مرغما، يَودُّ عندئذٍ بجلسة سكون في أحضان الطبيعة، التي غضبت منه، حينما لها كثيرا بعينيها الجميلتين، فهي مخاصمة له، لا يعنيها منظره، ولا تقبل صفحه، ولا مسامحته، ولا اعتذاره، فهي المستغنية عنه. لكن هذا الغضب التكويني لجيولوجيا الأرض الخلابة، يحتضن الأحبة الكُثر، بعد أن مرت عليهم نظرة المنون، فيرقدون رقدة أبدية ترعاهم اللُّحُد المظلمة الصغيرة، بعد أن كانوا في ناطحات سحاب، وقصور وارفة الظلال، ثم تتحد البشرية جمعاء في التغلب عليه، وهو يمر سريعا بين ناظريهم، لا أحد يقوى على مجابهته، ولا أحد يستطيع ردَّ فعله، وإسكات صياحه بهم، يسخر من قوتهم العظيمة، فلا جنود، ولا مدافع، ولا طائرات له، ولا يستطيعون فهم مآربه، لا ينفعه رشوة ولا مصلحة، ولا تملُّق ولا تزلُّف، هو من الطبيعة الصامتة، هو حالة من الفوضى والغضب، سرعان ما يهدأ، ثم يترك الورى بعده في أشد حالة من الرثاء، وطلب الرحمة والغفران والصفح، والنجدة، ومن ثم الاعتذار له، وكل ظني أنه لا يغفر لهم، ولا يصفح، لكنه يُعِيرِهم بعض سكونه، ومن جميل هدوئه.

“إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا، وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا، يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ” إذا يحدث هذا الغضب بزلزال مأمور، يحدث أخباره العملية في الدمار، والهلاك، والإنذار بعد ذلك، عما يحدث في المستقبل، فيصدر الناس من رقدتهم، يركضون إلى دون وجهة، ولا هدف يسعون إليه أشتاتا متفرقين، لا أحد يعلم عن أحد، ولا أحد يهمه مصير أحد، ليروا أعمالهم، وما صنعته أيديهم من عبث بجمال وجه الأرض والكون، فالإنسان يتحد مع الآخر، لصنع الخراب والدمار، ولقيامة الحروب، والتفنن في صنع الفتن والاقتتال والتشرد، والضياع والهجران، واستهجان الظلم الأبدي، لشعب اقتلع من جذوره حينا، وقتل في الأحيان الأخرى، وهجر بين خيم وسط الثلج المتجمد، لا يرعاه أحد، ولا يهتم لبشريته أحد، ولا يتضرع إلا لخالقه، مستعطفا جبروته، ثم يأتي هذا الجبروت، ولو بعد حين.

فعد أيها الإنسان إلى الخير، الذي خُلق معك، واقترن بين جنبيك وفي قلبك، حين ولدتك أمك، وعد إلى الحنان، الذي ملأ قلبك، يوم كنت جنيناً وديعاً في حضن أحشاء أمك، تسبح في هذا الحب العميق، فمالك تغدو عدواً للتي ولدتك؟! ثم علّمتك احترام الآخرين والوفاء لهم، والود معهم، وعلّمتك أن الزهور الحمراء هي للحب، وليس للون الدماء، ومنحتك الحياةُ الأمان، تسير فيها أينما اتجهت، عدّ إلى إنسانيتك المُثلى في إيجاد، وخلق الخير، وكن وسيلة لصنع قلم، يكتب الأشعار الجميلة، ويكتب الذكريات المتفائلة، بدل أن تلم حديد الأرض، وتصنع منه أداة قتل للحياة، التي حبتك كل كنوزها، فلا تبخل عن الحياة ببعض حبٍّ، حتى لا يأتيك غضبها بغتة، وعندئذ لا ينفع الندم، وكن على مسافة مدروسة من غضب الدنيا، والكون، فاسمع إلى حديثها في لسان أبي الفرج الساوي:

“هي الدنيا تقول بِملء فِيِها

حَذارِ حذارِ من بطشي وفتكي

 فلا يغرركم حسن ابتسامي

فقولي مضحكٌ والفعل مبكي

دعي يا نفس فكرك في أناس

مضوا بل لانقراضك ويك فابكي

فلا يغني هلاكُ الليث شيئاً

عن الظبي السليب قميص مسكِ

هي الدنيا كمثل الطفل بينا

يقهقه إذ بكى من بعد ضحكِ

ألا يا قومنا انتبهوا فإنا

نحاسب في القيامة غير شكِّ

​الثقافة – صحيفة روناهي  

صفحات من التاريخ الإسلامي

د. محمد فتحي عبدالعال (كاتب وباحث مصري)_
كان جنكيز خان  قبل وفاته قد قسم إمبراطوريته بين أبنائه الأربعة : جوتشي (جوكال)، وجغطاي (جاغطاي)، وتولي (تولاي) وأوقطاي  …لكن تشاء الأقدار أن يموت جوتشي الأبن الأكبر في حياة أبيه، وكان أبناء جوتشي، ومنهم “بيرق خان” أو بركة خان بعد إسلامه، هم الأكثر تعاطفا مع الإسلام، ودارت روايات عدة حول السبب في ذلك،  منها أن  جوتشي قد تزوج الأميرة رسالة بنت علاء الدين، خوارزم شاه، أخت السلطان الخوارزمي جلال الدين منكبرتي، (تحدثنا عنه) فكان لها تأثير كبير في أبنائه، ومنهم بيرق خان، وقيل: إن ذلك لتأثر بيرق خان بالتجار المسلمين ببخارى، وقيل لتأثره بالصوفية، وخاصة العالم الصوفي والإمام المحدث الزاهد “سيف الدين الباخرزي”، وقيل الفقيه “نجم الدين مختار الزَّاهِدي الغَزْميني” وقد كتب له  الرسالة الناصرية في النبوة والمعجزات.
تولى بركة خان زعامة القبيلة الذهبية الروسية، أو مغول القبجاق (دولة مغول الشمال، والتي منحها جنكيز خان لابنه جوتشي)، فأرسل للخليفة المستعصم ببغداد بيعته، كونه زعيما سياسيا وروحيا، يمثل الإسلام بالعالم، كما شيد مدينة سراي (سراتوف حاليا) عاصمة للمغول المسلمين، وحاضنة لعدد كبير من المساجد، وقبلة للعلماء، والفقهاء.
لعب بركة خان دورا كبيرا في عرقلة مطامع ابن عمه “هولاكو بن تولي خان” تجاه العالم الإسلامي، وأخّر هجوم هولاكو على بغداد، لوقف جماحه، فامتثل هولاكو على مضض، لأمر “باتو” حتى توفي الأخير فدكت قوات هولاكو بغداد.
وكان هولاكو قد أعد كل شيء مبكرا لمعركة بغداد، فوطد علاقته بمؤيد الدين بن العلقمي، وزير الخليفة العباسي الشاب المستعصم، ووعده بحكم البلاد بعد التخلص من الخليفة العباسي، وقد كان ابن العلقمي يحلم بانتقال الخلافة من بني العباس إلى العلويين، فقبل، وهذه من صور محن التفكك، والطائفية في عالمنا الإسلامي.
استغل ابن العلقمي حسن نية الخليفة، وضعف جانبه، وقلة حيلته، وثقته به؛ فأقنعه أن يستسلم حقنا لدماء المسلمين، وأن هولاكو جاء طالبا تزويج ابنته بابن الخليفة الأمير أبي بكر، كبادرة على حسن النوايا، والإبقاء عليه في منصب الخلافة صهراً، وحليفاً، كما فعل بصاحب الروم في سلطنته، انطلى الأمر على الخليفة، ووجدها ابن العلقمي فرصة للقضاء على كل رجال الدولة، والعلماء، والفقهاء، والأمراء دفعة واحدة، فدعاهم جميعا لخيمة الصلح، التي تضم الخليفة وهولاكو، حيث ضربت أعناقهم جميعا، وبقي الخليفة، فاحتاروا في أمره، وقد خشي هولاكو من ضرب عنقه، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرر بدلا من ذلك وضعه في بساط، وضربه، وركله، حتى يعترف أين يخبِّئ كنوزه، ثم الاستمرار في رفسه حتى الموت، ويقال: إن ابن العلقمي ذاق جزاء خيانته للخليفة، وفي روايات أخرى أن هولاكو استعمله حاكماً من قبل السلطة التترية الجديدة، وهو الأرجح عندي …
شق على بركة خان ما حل بالخليفة، وبعاصمة الخلافة من دمار، وأضمر في نفسه الانتقام حين تحين له الفرصة.
من بغداد انطلقت جحافل المغول فاستولت على حلب، ودمشق، وأنطاكية، وما نال المغول ما نالوا إلا بضعف المسلمين وإيثارهم الحياة، وكراهيتهم للموت إلى الحد أن أحد سلاطين السلاجقة الروم، ويدعى “عز الدين كيكاوس الثاني” كان قد تصدت بعض قواته للمغول، دون علمه، فلما علم أرسل معتذرا لهولاكو بطريقة مبتكرة، حيث رسم صورته على فردتي حذاء، وأهداهما له ليتشرف بوضع قدميه على صورته !!!
بوفاة مانغو خان، واشتعال الصراع على خلافته بين إخوته، أرتق بوكا، وقوبلاي خان، أخذ بركة جانب أرتق، فيما أخذ هولاكو جانب قوبلاوي، وأصبح بركة، وهولاكو وجها لوجه في صراع دموي ضروس على وراثة الحكم.
هذا الصراع كان منحة إلهية فقد شغل هولاكو عن محاولة استعادة الشام مرة أخرى، والانتقام لما حدث في عين جالوت، حيث أوقع الصراع بجيشه العديد من الهزائم، وقتل ابنه، فأصيب بالصرع، فهلك كمدا …

​الثقافة – صحيفة روناهي  

الخيال المركّب في قصص “ألف ليلة وليلة”

أحمد ديبو_
ما من كتاب في الأدب القصصي ثبت على رغم التنقلات، التي طرأت عليه، افتتاناً به مثل كتاب “ألف ليلة وليلة”.
فمعينه القصصي لا ينضب، وسحره لا يفترق عن الحياة، وجاذبيته تتجدّد في كل عصر؛ ولذلك ربما لم يشوّه كتاب قصصي مثلما شوّه في مختلف طبعاته، وابتذل فيما اقتبس عنه للمسرح والسينما، وبولغ في القصص، التي نسجت على منواله في الأدب والفن، أو تلك التي نقل منها الى لغات أجنبية.
ومع ذلك، فإن هذا الكتاب قد عُرف من الجميع بأنه يحوي قصصاً خيالية، أو متاهات من الأدب المتهتك من قصصه الخرافية: “علاء الدين والمصباح السحري” و”علي بابا والأربعون حرامي”… الخ.
أمّا قصص “قلة الحياء” فانتشرت في الغرب جرّاء التعديل المسرحي والسينمائي، أو بسبب ما أشبع من أقاويل حول ترجمة “بورتن” تبلغ نقل فكرة صحيحة، وكاملة عن الموضوع.
فقصص الجن تمثّل مقوماً واحداً من مقومات هذا الكتاب الكلاسيكي العربي، والآثار الأدبية المنقولة إلى المسرح أو السينما، وكثيرٌ ما تكون مصدراً جذاباً لسوء الإعلام، وترجمة بورتن لا يصل إليها بسهولة إلا الباحثون، وهواة المجموعات النادرة، وهي مشهورة يعرف بها الكثيرون، ولكن لا يقرأها إلا القليلون.
ولقد تسبب هذا الأمر بسمعة مريبة لكتاب “ألف ليلة وليلة”، وللأخبار المنتشرة عن عناوينه بدل مضامينه، حسب أمين الريحاني، كما جاء في مقدمة كتابه “معرفة ألف ليلة وليلة”، ويتابع الريحاني القول عن ترجمته الإنكليزية للكتاب: “قصدي الآن أن أقدّم الكتاب إلى القارئ الغربي العادي بطريقة أكمل، فأعطي جميع ميزاته الرئيسية، وأفهم معنى روحه المسيطر”.
ويوضح الريحاني: “وفي أثناء إلقائي بعض الضوء على ما يحوي من خرافات، وكشفي عن سحره، وعالميته وأسلوبه، وأصوله ومؤلفه وتاريخه، إضافة إلى صفاته المجونية المدهشة، سأحاول أن أُ ظهر أنه يمثل، فيما يتعلق بنا، نحن العرب، أثراً أدبياً وفنياً يختصر عبقرية عرق استطاع أن يقدم عبر هذا الكتاب عطاءً قيماً ومساهمة واسعة في الآداب الكلاسيكية العالية”.
حقا، إن الكتاب هو أكثر من مجموعة من القصص ترويها امرأ هي “شهرزاد” على زوجها الملك “شهريار” بقصد معالجته بالحكايا من نزعاته الإجرامية صوب النساء، وتالياً تأجيل يوم قتلها من قبله.
فهذا أيضاً من مخزون المعرفة، والمعتقدات التقليدية الشرقية، وفيه نجد دروساً في عادات شعب وتقاليده، وعرضاً واضحاً وشاملاً لأجواء قديمة، وملفاً من أحداث تاريخية نادرة على نول الخرافة، وقصصاً على ألسنة الحيوانات، نُسجت من سحر القبائل القديمة، وأساطيرها.
وفي الكتاب أيضاً وفرة من المقتطفات الشعرية المختارة من الأدب العربي جاءت مبعثرة من دون رابط بينهما، وكنز من المعلومات الغنية، الجديرة بالثقة أحياناً، عن جغرافيا المشرق، وجزر بحر الجنوب (المحيط الهندي)، عن طبوغرافيتها، وأحيائها، وفوق هذا كله يعطينا الكتاب صورة فائقة السحر، وكاملة الصدقية عن الشعبية اليومية في بغداد أثناء حكم الخليفة هارون الرشيد، ذلك الشهير، الذي نُسبت إليه صفات مثالية، ذلك الخليفة المثار حوله كثير من الحكايا الغزلية مع نساء البلاط، الذي جمع الظلم إلى مظاهر التقوى.
ولا يقلّ أهمية، في نظر المؤرخ القصصي، وعالم الأخلاق، وتأثير “ألف ليلة وليلة” في أوروبا، وسيظهر كيف دخل الكتاب إلى إيطاليا، فترك بصماته في بعض قصص لوكاشيو، وبالتالي كيف صارت شعبيته في فرنسا، وانكلترا، وأوروبا كلها من خلال ترجمات عدة، قام بها مستشرقون ومستعربون، فنقلوها إلى الألمانية، والإنكليزية، والفرنسية. وإلى هذا نضيف كأمثلة ثلاث ترجمات رئيسية في بريطانية، أجراها كل من “لاين، وباين، وبورتن”.
غالباً ما نجد في عالم “ألف ليلة وليلة” تباشير فن تصقل فيه العظمة البدائية جمالاً رقيقاً، ويُصهر الشغف شعوراً مرهقاً، الشمس، والرمل رمزا -الإثمار والعقم-وَزَنَهما الكتاب بميزان الوله نفسه، ووضعهما في سلة الأحلام نفسها، وقتلهما باحترام في هيكل الإيمان المفتوح نفسه.
فنجد العبد شجاعاً في إخلاصه، والسيد شجاعاً في حماقته، والمرأة شجاعة في فضيلتها، أو أحابيلها، يسيرون في طريقهم تحت الشمس الحارقة، وفي أرجاء مساحات من الرمال، يومض فيها ضوء القمر، واثقين دائماً بالله، إلههم المقصود عليهم، والبسيط كبساطتهم، هو يعيش معهم في خيامهم، يأكل ويشرب ويحارب معهم، ويغفر لهم كلّ شيء، ولهذا فهم يؤمنون به، وهم شجعان.

​الثقافة – صحيفة روناهي  

مراسم استذكار الكاتب الكردي “محمد سيد حسين” في ذكرى رحيله بقامشلو

قامشلو/ عبد الرحمن محمد
استذكرت الأوساط الثقافية والأدبية في قامشلو الكاتب الكردي محمد سيد حسين في الذكرى الأولى لرحيله، يوم السبت 11/2/2023، بحضور لافت، ومراسم مهيبة تليق بقامة كاتب كردي ترك الكثير من الأعمال الأدبية، في البحث، والنقد، والأدب، واللغة الكردية.
المراسم تمت بدعوة من عائلة الفقيد، واتحاد الكتاب الكرد – سوريا، وأقيمت المراسم في صالة زانا بقامشلو، وبحضور لافت من ممثلي بعض الأحزاب السياسية، والمؤسسات الثقافية، والعشرات من الكتاب، والأدباء، والشخصيات الاجتماعية والثقافية في قامشلو، والعشرات من محبي الفقيد، وأفراد العائلة.
وفي تفاصيل فعاليات مراسم الاستذكار فقد بدأت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وضحايا الزلزال الأخير وروح الفقيد، تلاها عدد من الكلمات، كان أبرزها كلمة لعائلة الفقيد، وكلمة لأصدقاء الفقيد، وكلمة لابن الفقيد، رشيد محمد سيد حسين من ألمانيا، وكلمة للكاتب إبراهيم محمود عبر الإنترنت.
الكلمات أشادت بالثقافة العالية وروح المسؤولية، التي تحلى بها الفقيد، وحرصه على إظهار مكانة اللغة الكردية وعمق الثقافة والأدب الكردي وغناه وتنوعه، وتفرده ككاتب كردي بطرق أبواب البحث في اللغة، والأدب، والشعر، والمقالة، وتقديم أدب راقٍ، ومميز بلغة رصينة، وأسلوب بحثي يستند إلى تجربة عميقة، ظهرت في مؤلفاته التي ناهزت الخمسة والعشرين كتابا، كان حريصا من خلالها على تقديم المعلومة، والفكرة والمتعة بأسلوب منمق، حملت في صفحاتها الحس الوطني العالي، والتعلق بكل ما هو أصيل ورصين، تجلى هذا من خلال كتاباته عن الأرض، والأم، والقرية، والمدينة، قريته تل عربيد، ومدينته قامشلو.
الكلمات أشارت إلى ضرورة طباعة، ونشر كتب الكاتب ليتاح قراءتها والاطلاع على ما تركه الكاتب من أدب، وأثر أدبيّ غني، كما اقترحت تشكيل جائزة باسم الكاتب تُقدم جائزة للإبداع وتليق به، كذلك اقترحت طبع نتاجه الأدبي في “الأعمال الكاملة”، لتكون متاحة للنقاد والدارسين.
المراسم اختتمت بكلمة عبر الإنترنت للكاتب إبراهيم محمود، الذي أشاد فيها بما قدمه الفقيد من أعمال مميزة، وأشار إلى كتابه، الذي تناول فيه جوانب من أعمال الكاتب محمد سيد حسين، وإضاءات عليها بعنوان “Min Xwe Spart Jyané. Wê Az Hméz Kirim” موضحا في الوقت ذاته، إن جل ما تركه الكاتب من أعمال يجب دراستها، والإبحار فيها؛ لما تحوية من جوانب مضيئة في الأدب والثقافة الكردية، وتم توزيع نسخ من الكتاب على الحضور.
والجدير ذكره، إن الكاتب محمد سيد حسين من مواليد قرية تل عربيد بمقاطعة قامشلو، ومن المهتمين بالثقافة والأدب الكردي منذ أواخر الثمانينات، وله قرابة خمسة وعشرين كتابا في الأدب والثقافة الكردية، غادر قامشلو إلى أوروبا لسنوات، وعاد إليها، ليتوفى فيها في الحادي عشر شباط عام 2022، ووُري الثرى في مقبرة العائلة بمسقط رأسه.

​الثقافة – صحيفة روناهي  

“لكش” آثار غابرة عمرها خمسة آلاف عام

كلما قفز العلم قفزة باتجاه التطور والاكتشاف والاختراع، شده التاريخ لأصوله، وأساسيات إبداعه، التي قد يراها اليوم لا تستحق الذكر بينما هي في حقيقتها القاعدة لكل علوم اليوم.
على عمق نصف متر فقط عثر علماء الآثار في العراق على ما يشبه حانة تعود إلى نحو 2700 عام قبل الميلاد، في مدينة لكش السومرية جنوب البلاد.
تقع لكش على نهر دجلة، شمالي نقطة التقائه بنهر الفرات، تمتد على مساحة بطول 1900 متر، وعرض 3600 متر، كانت مركزاً تجارياً مزدهراً خلال فترة السلالات المبكرة، التي استمرت من 3200 إلى 2900 قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت ظهور بعض المدن الأولى في العالم، وكانت المدينة جزءاً من الحضارة السومرية، التي كانت عبارة عن مجموعة من المراكز الحضرية على ضفاف نهري دجلة والفرات، واستمرت من أواخر العصر النيوليتي، حتى أوائل العصر البرونزي، وهي واحدة من أكبر المدن جنوب بلاد الرافدين (ميزوبوتاميا)، وتعدّ واحدة من أقدم المراكز الحضرية في العالم
وقالت ساره بيزيمنتي من جامعة بيزا الإيطالية وهي عضو في فريق من الباحثين، الذين يدرسون المدينة القديمة منذ خمس سنوات، لبي بي سي: “يضم الموقع منطقة مشتركة كبيرة، ربما كانت المكان، الذي يتم فيه تناول الطعام”
مقاعد وفرن وثلاجة عمرها خمسة آلاف سنة
باستخدام تقنيات جديدة مثل التصوير بالطائرات المسيرة، والمسح المغناطيسي للأرض، الذي يسمح لعلماء الآثار “برؤية” ما هو موجود تحت سطح الأرض، تمكن الفريق من القيام بعمليات حفر دقيقة، بعد تحديد موقع الحانة تم العثور على المقاعد، وما يشبه ثلاجة من الفخار، وفرن وبقايا أوعية تخزين، والعديد منها لا تزال تحوي بقايا طعام.
وقالت مديرة المشروع هولي بيتمان لبي بي سي: “بفضل نوع الفخار، الذي عثرنا عليه في الموقع، والنقوش الموجودة على الأحجار الكريمة، والمنحوتات عرفنا بشكل قطعي أن الحانة عمرها 5000 عام تقريباً”.
يحتوي الحوض الخارجي الفخاري المبطن بالرمل الرطب على إناء داخلي فخاري، مطلي بالزجاج لمنع تسرب السوائل إلى داخله، ويحفظ الطعام داخله، يؤدي تبخر السائل الموجود في الحوض الأول إلى سحب الحرارة من الحوض الداخلي. يمكن تبريد أي شيء في هذا الحوض، الذي كان بمثابة الثلاجة في ذلك العصر.
وقال عالم الآثار ريد جودمان من جامعة بنسلفانيا لبي بي سي: “نحاول أن نفهم كيف تطورت هذه المدينة من أحد المواقع الصغيرة، التي كانت شائعة في المنطقة في الفترات السابقة إلى شبكة مدن أكبر بكثير، وأكثر تكاملاً فيما بينها”.

بقايا طعام عمرها خمسة آلاف عام
بجوار الفرن والثلاجة الفخارية وجد علماء الآثار غرفة أخرى بها أوعية طعام، وأكواب وأواني، ولم تكن هذه الأواني والأكواب فارغة.
وقالت ساره بيزيمنتي: “وجدنا أكثر من 100 وعاء فيه بقايا طعام؛ ما جعلنا نعتقد أن الناس كان يترددون على هذا المكان في ذلك الوقت، للجلوس فيه لتناول الطعام، أو شرب شيء، المكان لا يمكن أن يكون مطبخاً منزلياً بسبب كمية الطعام الهائلة، التي كان يتم إعدادها فيه، وان آثار الطعام تدل أن الأشخاص، الذين ارتادوا الحانة قبل 5000 عام تناولوا فيها الأسماك”.
وقالت هولي بيتمان: “وجدنا داخل بعض هذه الأوعية كمية كبيرة من عظام السمك، محفوظة جيداً”.
لكن ما يحير علماء الآثار، هو سبب عدم تناول الطعام، وقالت ساره بيزيمنتي بهذا الخصوص: “الأشياء كلها، التي وجدناها في الموقع تُركت كما هي؛ ما يوحي بوقوع شيء ما، لكننا لا نعرف ما هو، وهذا شيء نريد اكتشافه”.
حلقة مفقودة من اللغز
يرغب العلماء أيضاً بمعرفة الأشخاص، الذين كانوا يترددون على الحانة، وحالتهم الاجتماعية، فقد كشفت الحفريات السابقة في الموقع، أن مدينة لكش كانت تضم ثلاثة مجمعات عبادة، حيث كانت تعيش الطبقات العليا، ويعتقد العلماء، أن الحانة لم تكن واقعة في الجزء الراقي من المدينة، “الحي الذي عثر فيه على الحانة، لا يبدو أنه كان يقع في منطقة النخبة. يبدو أنه كان حياً يتردد عليه الناس العاديون”.
ويعتقد العلماء، أن الحانة كانت مكاناً يستطيع فيه الأشخاص، الذين يعملون بعيدا عن موطن عيشهم، تناول وجباتهم اليومية فيه.
وقالت هولي بيتمان: “ما نريد اكتشافه هو ما إذا كان هؤلاء الأشخاص عملوا في إنتاج الخزف”، الفريق حريص على معرفة المزيد عن حياة الناس العاديين في لكش.
ويقول غودمان: “نأمل الوصول إلى رواية أكثر توازناً، وأشمل عن سكان هذه المدن، لأن الرواية الشائعة منذ فترة طويلة عن هذه الأماكن المبكرة لبروز الحضارات، أنها كانت مجتمعات تضم الأغنياء والفقراء فقط، وفئة ضئيلة للغاية ما بين الطبقتين“.

​الثقافة – صحيفة روناهي  

الاعتذار في المسرح المنزلي

وليد عمر_
 كثيراً تحدثت، وأكدت في لقاءاتي التلفازية ببرامج الأطفال، أن مسرح الأطفال، بأفكاره، بنصائحه، يلتصق بذهن الطفل ووجدانه، ويصبح سمة ترافقه طيلة حياته؛ لأن المسرح فن مباشر وحيوي، ويعتمد على الفعل ورد الفعل، ومن خلال المتعة التي يتبناها مسرح الأطفال، ويقدمها لهم تتغلغل، وتسكن عقولهم وأذهانهم، وكمثال الكثير من الناس يعدّون الاعتذار من الآخرين عيباً، أو يقولون نحن فوق الاعتذار، ويصفون الاعتذار، بأنه إهانة لشخصيتهم، والكثير من الناس لا يتقبلون الاعتذار، ويرفضون ذلك تماماً… لذلك آثرت أن أقدم لكم مقطعاً مسرحياً عن الاعتذار، تقصوه على أطفالكم وبطريقة تمثيلية، وتقلدون شخصياته، أو إذا كان بالإمكان تشخيصه، أو مسرحته لهم بالمنزل:
الحمار (صديق جحا) بصراحة يا أطفال أنا تعبت كثيراً، كل يوم أذهب إلى السوق، وأحمل أثقالاً، وأدوات الزراعية، وأعود من الحقل حاملاً أكياساً ثقيلة من الخضروات، ماذا أفعل؟ يجب أن أجد حلاً لهذه المشكلة (النفسية)، فكّر أيها الحمار، فكّر، فكّر (يروح ويأتي) فكّر، شغّل مخّك، ها، ها جاءتني فكرة رائعة، سأقول لجحا بأنني بقرة، نعم بقرة فالبقرة يا أطفال لا تتعب كثيراً، وتأكل دائماً هم، هم /صوت جحا يناديني/ لقد جاء جحا.
جحا: مرحباً يا صديقي الحمار.
الحمار: /يقلد صوت البقرة/.
جحا ما بك يا صديقي، لماذا تقلد صوت البقرة؟
الحمار: أنا لا أقلد صوت البقرة؛ لأنني فعلاً بقرة.
جحا: /مستغرباً/ بقرة لكنك حمار، /جدال/ بقرة، حمار، /يلحق وينطحه كالبقرة حسناً، حسناً، لقد صدقتك، خذي هذه التفاحة، وسأذهب لأجلب لك الماء، /يذهب/ الحمار: يا لك من غبي! لقد صدق أني بقرة، الآن سأكل هذه البرتقالة!
الأطفال: هذه ليست برتقالة، أنها تفاحة!
الحمار: ماذا تفاحة! التفاح مفيد يا أطفال، يبعد عنا الأمراض /يأكل/.
جحا: مرحباً يا حماري. عفواً يا بقرتي الجميلة، /حاملاً سطلاً فارغاً/.
الحمار: شكراً، ما هذا يا جحا / يشير للسطل/.
جحا: سطل!
الحمار: وماذا ستفعل به؟
جحا: سأملأه بالحليب.
الحمار: حليب! يا سلام أنا أحب الحليب كثيراً.
جحا: وأنا أيضاً لأنه مفيد /للأطفال/ ماذا نضع من الحليب يا أطفال؟
الأطفال: إجابات مختلفة /لبن، جبن، زبدة، الخ).
الحمار: ولكن من أين تأتي بالحليب؟
جحا: منكِ طبعاً، ألستِ بقرة؟
الحمار: صحيح، ولكن البقرة لا تعطي حليباً!
جحا: بل تعطي، سأسأل الأطفال /يمنعه الحمار/ ماذا تعطينا البقرة يا أطفال؟
الأطفال: الحليب.
جحا: الحمار يهرب يلحقه جحا، أريد حليباً تعالي أيتها البقرة، أريد حليباً /يمسك الحمار/.
الحمار: بصراحة يا جحا، أنا لست بقرة.
جحا: وماذا أنت إذن ههه؟
الحمار: أنا صديقك الحمار.
جحا: /معاتباً الحمار/ أنت لست صديقي، ولا أعرفك.
الحمار: أنا أعتذر منك يا جحا، أعتذر منك.
جحا: اعتذارك غير مقبول.
الحمار: للأطفال أرجوكم يا أطفال، أقنعوه؛ كي يقبل اعتذاري.
جحا: هل أقبل اعتذاره؟
الأطفال: نعم.
جحا: حسناً سأسامحك هذه المرة من أجل الأطفال.
 الحمار: وأعدك يا جحا، أنني لن أتخلى عن عملي، /يتعانقان/ ولن أتخلى عن أصلي.

​الثقافة – صحيفة روناهي  

رجلٌ مجنونٌ لا يحبني

أحمد ديبو_
لا تخفي الشاعرة الإماراتية ميسون صقر وجهتها في ديوانها الجديد “رجلٌ مجنونٌ لا يحبني”، الصادر عن (الهيئة العامة المصرية للكتاب)، أو هي تتعمد ذلك؛ فالقصيدة لديها، وإن كان منطقها ملتبساً بين الشعر، والحكاية، تُبنى على قيمة مطلقة هي شعرية الأنوثة.
ومن هذا المنطلق يروح بنيان القصيدة يعلو ويتطاول أحياناً، كما في القسم الأوّل من الديوان، “رجلٌ مجنونٌ لا يحبني”، مثلما يروح في أحايين أخرى كثيرة، كما في الأقسام اللاحقة (ما من ذهب في الأشجار، المعرفة الجارحة، قيمة أخرى غير الإجابة، لا أجد حارساً لخوفي)، يستمد وهجه من القصيدة القصيرة، التي تنجح ربما أكثر في بلورة عالم أنثوي غني بمنطق الشعر، وكثافته، ومتطلباته، وفي تحميله طاقات القصيدة، وتطعيمها باللحظات الجارحة.
لسنا أمام حكايات حقاً، لكن القصائد توهمنا بذلك؛ ذلك أن ثمة “حدوتة” عابرة، على ما توحيه الكلمة العامية المصرية من معنى، تغذّي جسد القصيدة، وتطلقها في فضاء حيوي من “واقعية التفاصيل” التي تلفّ علاقة المرأة بالرجل.
 فتروح هذه التفاصيل تروي تربة القصيدة، كما لو أنها ماؤها، وتجعلها تنمو، متخذة لنفسها قامةً، هي القول، الذي يستطيب كشف النقاب عن الأحوال، والمشاعر، والوقائع الشديدة الصلة بعالم المرأة الداخلي، وبمنطق الهجس الشعري لديها.
فالمجموعة عالم أنثوي بامتياز: هنا “المرأة، المرآة” التي تشكّل النيران، لا من ضوء بل من جمر الحرائق، لكي يكون المسار، مسار القصائد، ناضجاً بما يكويه، ويجمّره، ويجعله لامعاً، وإن في عتمة الليل الماحقة.
نعم، هو عالم أنثوي بامتياز، حيث تكشف “الحكايات” بلا تردد موقف المرأة الشاعرة من وجودها، ومن علاقاتها، كما أحوال نساء أخريات، هنّ على تماس مباشر مع التجربة الشخصية، فيجعلنّ في أتون تلك الصديقة، أم تلك الهندية، أم تلك الراقصة، أم زوجة الأب، أم تلك الجارة، أم تلك الغانية.
ثمة حرارة هائلة وجروح كثيرة وآلام وخيبات، ثمة شغف الحب، الذي بدونه لا ضرورة إلى هذا كله، والذي كأنه يريد أن يصم المجموعة برمتها به، وثمة معاني الرجل وأحواله، الرجل الحبيب، وثمة الشجون كلّها، لا ينكسر صحن الحياة بدون زجاجها، وثمة أيضاً، وفي الأحوال كلّها، تلك الأنوثة، التي بها وحدها تصطلح أحوال القصيدة، وإن ظلّت الجروح غير مندملة، بل مفتوحة على نزيفها الداخلي الحارق.
هنا أنوثة هادئة غير مدعية، تحترق بخفر وصمت، أنوثة مختبرة تبوح، أنوثة عميقة، قوية وغير ساذجة، أنوثة حقيقية وذكية، تتكيّف وتتكثّف على عوالمها؛ لتنسحب إلى عتمتها المهيضة الجناح، لكن الأبية، انسحاباً يقول الكثير، لكن الشعر وحده هو الذي يوحّد ما يتناثر، ويتشظّى، وهو وحده الذي يحرّر، ويعرف كيف يخلّص الشاعرة من هذه القسوة، قسوة الواقع، وقسوة الخيال معاً.
وحدها “المعرفة الجارحة” هي التي تصنع الشعر، ومعها تلك “الأشجار التي لا ذهب فيها”، وأيضاً تلك “القيمة الأخرى” التي لا يتم العثور عليها في الإجابة، ولا في الخوف.
وإذا كان ثمة دعوة إلى “قتل” الرجل في الداخل، أي في القلب، للنجاة بالنفس، فإن الشاعرة سرعان ما تؤكد أن تلك النجاة، النجاة من العزلة، ستوقعها في عزلة أخرى “تكسّرت فيها لغتي”.
إذاً، لا مفر من البقاء، وإن كان هذا البقاء لن يكشف للشاعرة عثورها على الحبيب، فقد “كنت في الكتاب” رغم أن الصوت يوهن الشاعرة بوجود الحبيب على مقربة.
لا بد إذاً من تأكيد نهائية الحب المكسور والألم والخيبة، ف “المكان جوهرة الألم” وطحين تمرّ أمامي /يرشح ظلّي عليكَ / انعكس بجناحي فوق غبطتكَ/ لكنك لا تحبني.
وعندما تنغمس الشاعرة في هذه القسوة، التي تسميّها الحب تجاوزاً، فهي تعرف أنها ستفضي بها إلى تكوين شكل للمرض الذي سيلتهمها.
وهو الانغماس الذي تستجيبه الشاعرة لا ضعفاً، و”إنما إمعان في القسوة ذاتها”، لتظل مطلّة على “الفراغ، الذي هو خيبتي”.
وإذا كان ثمة غاية لهذا كلّه ف “دفاعاً عما أحمله من محبة”، فأنا “أختفي (تقول الشاعرة) حتى أحتفظ بقليل من ذاتي “كي أستطيع”.
المجموعة إذاً، تضعنا وجهاً لوجه أمام الشعر لا أمام شيء آخر، وهو الشعر، الذي يقول الحياة لكنه يرمي إلى شعرنتها.
ويبوح بالعواطف، لكنّه يهجس بتحريرها من قيود تلك الوقائع، التي غالباً ما تُظهر تمزق الذات المضرّجة بالجروح، جرّاء تجربة الحبّ، وأحوال العلاقة مع الرجل.
شعرٌ يضع اللغة في مسألة بالغة الأهمية، وأمام سؤال صعب، كيف ينكتب الشعر، الذي يريد القول، ويريد أن يفتح له أسماء عالية مظللة بالغيوم، وبالخيالات الكثيفة، والمتحركة.
هذا حقاً ما تنجح ميسون صقر في ترجمته، ذلك أن هنا تجربة حقيقية، إنسانية وشعرية، تطالب بمشروعيتها.
وهي تطالب محمولة على كلام يلغو، ويتدفق كشلال لا يني، يضخ المياه ليجعل التربة، تربة الأشعار، والقصائد، شديدة الارتواء، بل كثيرة العشب، والنبات، والظلال.
ولا عجب، فالشاعرة رسامة أيضاً، وهي تبحث عن لعبة الأضواء والظلال؛ لكي تقيم مستويين بصريين للوحة، هما في الحقيقة مستوى واحد، فيه يمتزج الضوء بالظل، ليصنعا معاً الوهج، الذي يُهدئ روع الأنثى العاشقة، أو يؤججها.
لكن أيضاً يتركها على قارعة حالها المغموسة بأرغفة العذاب، والمرارة، والخيبة، والألم، والخيانة، وهذه كلها خلاصة ذلك الرغيف، الذي يحمله “رجلٌ مجنونٌ لا يحبني”، على ما يريده العنوان نيابة عن المجموعة برمتها.
ثمة خيط أعمق من هذا كله، يمنح القصائد مفتاح الانتماء إليه. إنه تلك الحرية، التي لا ترفعها الشاعرة شعاراً، لكن يمكن تلمس حضورها الكثيف في الأرجاء: حرية المرأة، كما حرية الشعر على حد سواء.
وليس أدل عليها، تلك الحرية، من قصيدة “دون ولع كبير” حيث “نستطيع أن، نتعانق دون خوف أيتها الحرية”.
بجرأة كبيرة، وبخفر، وكلاهما بعمق، تكتب ميسون صقر تجربة قادرة على أن تخاطبنا، ونحن نسمع، بل ونقرأ بانتباه وتقدير شديدين، تلك “المرأة التي هزمتها المعرفة تماماً، المعرفة الجارفة” التي جعلتها تربح الشعر.

​الثقافة – صحيفة روناهي  

وطن

مصطفى سينو_
أيا وطــني المـمزَّقُ والقـــتيلُ
يميلُ الكُـلُّ عـــنكَ ولا أمـــيلُ
لعَقدٍ ظـلَّ نزفــكَ مـٍن وريدي
ولي جفـــنٌ عليك دماً يســيلُ
ومنك إليكَ أشــكو اليومَ قهراً
بهذي الأرضِ لم يشهدهُ جـــيلُ
تحيطُ بك النوائبُ كـُلَّ حـين ٍ
ويعــلو بينَ جـنبيك العـــويلُ
ويدنو المــوتُ منــكَ بلا نذيرٍ
كــمـا يـدنو إلى خِــلٍّ خــــليلُ
كأنَّكَ مُذ ولدتَ رُضِــعتَ موتاً
وإنْ تُفطمْ فــذاكَ المسـتحيلُ
ومن قــهرٍ تســـيرُ لدربِ قــهرٍ
متى مــنك المــواجعُ تسـتقيلُ
تقاسمكَ اللصـوصُ وكلُّ لصِّ
لهُ جيشٌ بأرضـِـكَ أو  فصـيلُ
وخـــانتكَ العـُـروبةُ مُنذ عقد ٍ
ولم يُســـمعْ لصـولتِهم صهيلُ
ولم نَسمعْ لنخــوتهمْ هــديراً
ولم يُســــمع لسيفِهمُ صـليلُ
وحســـبكَ مـوطـني أنّـا بقـينا
أبـاةً فـــيك ما فــينا الذلـــيلُ
نذرُّ على شــفاهِ الجُـرحِ مِلحاً
فيُزْهِرُ فَوقهُ الصـــبرُ الجميلُ
نموتُ نعم ولكــن أيّ مـــوتٍ
وقـوفاً مثلما مــاتَ النخــيل ُوطن.

​الثقافة – صحيفة روناهي  

سفر موحش نحو الحنين

عبد الله رحيل_
سأجتهد بالحديث عنك، أيّها المثار الأبدي النائي، الّذي قوّضت قوّتي كلّها، وألفتُ النبش خائرا في الليالي السوالف، ويا أيّها الّذي سلبت منّي طبيعة العقل واليقين، وأيّها الّذي ألحقت بي الهزائم تلو الهزائم، حين كبّلتني طواعية  في هوى روحك، وحبّ التقرّب إليك، فلا أميل لأحد سواك، ولا أرغب في الحديث إلّا بك، وبسيرتك العطرة، غلبتني في صولاتك كلّها، وأنا الّذي لا تجدر لأحد هزيمتي، لَأنت الماضي، الذي أَصبو إليه، وأنت الحبيب، الذي يغريني وجهه، وأنت الّذي كلّما فُكَّ أسري منك؛ أتحرّى طُرقي في العودة إليك، وأُسجَن بين أسلاك أسوارك طائعًا، هيمان بك، وأنت الذي لا أستطيع التخلص من زنزانات أسرك، ولا أنفكُّ متغزِّلا بعينيك، ولا الإشباع من الحديث معك، أتوق إلى معرفتك، وإلى التغلغل فيك، أجول الصحارى باحثا عنك، وأنت بين حنايا أحشائي ساكن، أحادثك في ليالي السُّمار والعاشقين، وأطرب في سماع أحاديثك، أصوّرك ريمًا تطاردها الأسود؛ فتتعثّر بفخاخك، ثم استرشدت طريق مملكتك بين الأجمة فكانت لها النجاة، فإليك الطرق سهلة ممتدة، لكنّها وعرة بالرجوع إلى أزمنة وأمكنة، كُنت أقضيها في مرابعك، تخوض نفسي مرغمة معارك للانتصار عليك، فتردَّ خاسرة كسيرة، فسلبت مني اجتماعي مع الخلّان، وسيّطرت على مجامع نفسي، فغلبتني في الحوادث كلّها، وصرعتني مراتٍ عديدةً، فلا أطلب النجدة، ولا التخلُّص منك.
عرّيتني من كل دثار جديد، وأبليت فيّ الدهورَ، وهي جديدة، تركتني في العراء ممرغا بعجاج عويلك، لا مبتغى لي غير طمع بأسمال ذكرى في أسفارك؛ فتكون لي تعويذة ضد ملوثات حاضري، فسوّرتني في سور غنائمك، وجعلتني ألهث في غاياتك؛ فتحول الماضي عندي سرابا أحسبه ماء، فلا أرتوي منه.
في الأحايين الكثيرة أعود معك لملاعب صباي فأركض فيها، وإلى مقاعد الدرس؛ علني أجد هناك بقية وشم على طاولة لحرف تعلمته، أو لمقطع غزلي كتبته في وجه طالبة، فتستجد بي الساعات، وتتلطف بي الأمكنة، وآمل أن ألقى هناك رفيقا قد فقدته في الكبر، فتعود؛ فتأخذني نحو الشبيبة والصبا، أبحث عن دواتي وقلمي، اللذين فقدا مني ذات مرة، وأبحث معك عن ابتسامات كثيرة، عشتها مع من أحب، وألهو، وأبحث عن خطوات جمة كنت أخطوها مع شبيبة كُثر بين ساحات المدرسة، التي غابت ملامحها، وربما دُمِّرت، وربما تغيّرت ألوان قاعاتها؛ فألُم ما بقي منّي، وأعود إلى البحار، التي سرت فوق مياههما، وإلى الفضاء، الذي طرت فيه راحلا عن وطن عشت فيه مع من أحب، وأغرم، تركتني هناك في البلاد البعيدة، ولم تعطني تذكرة الخروج والعودة، ولم تفتح لي سبل النجاة من مهب رياحك الهوجاء، التي آلمني اشتداد بردها، وألسنة لظى حرّها، وكنت تراقبني من بعيد دون أن تعي ما أعاني من قصصك وويلاتك، ولا لأحزان من افتقدتهم، فكنت صامتا بين الهزلية والنقد الوافي لما أعاني دون أن تتحدث معي عن مسلك نحوك، أيها الذي يطربني سماع حديثك دائما، وعلى مر العصور والأيام الطوال.
ارحل عني أيها المسترسل في التذكّر، أهواك كثيرا، فأنت الذي تقدم لي الماضي البعيد، المستكثر من الوحشة والاغتراب في كل تذكرة عودة إليه، قم، وتنحَّ عني بعيدا؛ علّني أميّز عطور الورد في عينيّ، فأنا الصادي لأعُلَّ من صنبور مائك النقي العذب، لَأنا المتُشهّي وجهك، غادرني في الحال، فلم تترك لي بعض أمل في العودة والنجاة منك، فأنا المُعنى دائما بك، تأخذني دائما نحو الماضي السحيق، والقريب، فأعود منكسر الهام، واللغة، وتأخذني نحو عوالم المجهول؛ فترميني بلا أجنحة، ولا بقية من قوّة وتأخذني إلى الحبيبة، التي فارقتها وقضيت معها أحزان الهوى وألم الرقيب، وتأخذني نحو طرق عديدة كنت لا أهواها، وإلى بحار عتيدة من الأسى لا أبغي الغوص فيها، دعني، وارحل فقد صيّرتني لفظا مكررًّا، لا أعرف سوى العودة إليك، وإلى ترنيمات قصائدك، وإلى أوتار أغانيك، أخلق لي طريقا آخر للعيش، والحياة والنجاة، فأنا لا لي سواك معاتباً، ولا لي غيرك حبيباً، ولا لي إلاك وطناً.
سيطول الحديث عنك، ولا أنتهي منك، فلقد أخذت كل جميل، وتركتني على صراط متعرج بين القلب والعقل، في فصول الذكريات، وبين الآن والنواح على ما مضى، أبعد عنّي عباءتك، فلستُ المجرّدَ، الذي يبحث عن لباس يسترني منك، سأظل باحثاً عنك رغما عني، وسأظل أمتشق حسامي في الذود عنك، وسأبقى أنظم قصائد المدح فيك، والتغزل بعينيك، وبقامتك الممشوقة، فلا أستطيع هجرانك، ولا أغرم بغيرك، وسأبقى ناظرا إلى غبار رحيلك الدامي، وسأظل بين اليأس والرجاء حالما بالتغيير، نحو ما صيّرتني إليه، فلا انفكاك عنك، إلا بك، وسأظل أحدو كالرعاة للجِمِال، حتى تعودَ، وتنتشلني من أتون تذكرك، حين نومي، وحين يقظتي، وحين تقدمي في السنين.
أتشاغل عن أسرار حياتي الطويلة والقابعة في أعماق عقلي البعيد، وقد رتّقت فيها قلبي الثمل، لكن لا أحد يعلم بها إلا أنت، فأنت الذي تدون أسراري في مدوناتك، وترغمها بالغموض، أيها القاتل المتمهل بالضحية حُدَّ ساطورك، ولا تدع أثلامها توجعني، وترهقني، فكم ذرفت دموعا على أحبة غافلتهم، وأبعدتهم عني! وكم كتبت قصصا على ذكرياتك الأليمةّ! فالفرح ترسمه ذاكرتي بلقائك عند من مروا معي في ترحالك المديد بين العصور، فكم هجرت نفسي حتى أقتفي آثار قدميك، آهٍ، لو تعيدني إلى حيث أنت، إلى زمنك، الذي لا يتركني، عد بي أيها الحنين، الذي لا ينضب، ولا يعود سوى بلفظة، يا ليت، ولعل، وعسى، فكم هناك من مروا إلى ديارك، ولم يجدوا غير التأمل بأطلالك، التي عفّاها الزمن، وحفنةٍ من ذكريات متماهية في الغموض، وكم من مستوحش قد خذلته بقايا صور عائمة بسراب زواياك، وكم من كَهَلَةٍ أودى أعناقهم ليتٌ وأخدعٌ نحوك، هب لهم ملجأ منك، فأنت الصامت، الذي لا يعي الحكايا ولا الشكاوى ولا الوعود.
أيها الغافي على طرقات النفوس زر، ولو لحظة كل من عاصرتهم، وكل من أغريتهم بلطفك، وجميلك عد بهم إلى الوراء، فالكل سائر نحوك، والكل يبتغي عطفك، والكل يرنو شفقة منك، فأنت الذي اختزن الملأ كلهم أسرار قلوبهم في خزائنك، رحماك فيهم، وطر بهم إلى أودية السعادة، فهم مغرموك، ومحبوك، وملتجئوك حين الفراق، وحين تأسِّيهم بالقفول إليك.  

​الثقافة – صحيفة روناهي  

انخفاض طفيف بدرجات الحرارة مع تساقط للثلوج خلال الساعات المقبلة بإقليم كوردستان

شفق نيوز/ اعلنت مديرية الانواء الجوية والرصد الزلزالي، يوم الاربعاء، توقعات الطقس في محافظات اقليم كوردستان خلال الساعات الـ48 المقبلة.

‏وقالت المديرية في بيان ورد لوكالة شفق نيوز ان، “درجات الحرارة من المتوقع أن تشهد انخفاضا طفيفا خلال الساعات المقبلة مع توقعات بتساقط الثلوج في المناطق الجبلية “.

واضاف البيان ان “درجات الحرارة المتوقعة خلال الساعات الـ48 المقبلة ستكون كالآتي:

اربيل 10

السليمانية 9

دهوك 10

حلبجة 10

سوران 6

كرميان 14

زاخو 10

الحزب الديمقراطي يدعو لاستئناف جلسات برلمان كوردستان وعقد اجتماع ثانٍ مع الاتحاد الوطني

شفق نيوز/ دعا الحزب الديمقراطي الكوردستاني، يوم الأربعاء، إلى استئناف جلسات برلمان كوردستان من أجل المضي في اجراء الانتخابات التشريعية في الإقليم خلال العام الحالي.

ومنذ ان صدّق برلمان كوردستان على تمديد عمره للدورة التشريعية الحالية توالت انسحابات كتل برلمانية احتجاجاً على هذا القرار مما أدى إلى عرقلة عقد الجلسات، وقد أكدت رئيس البرلمان ريواز فائق أنه يمكن عقد جلسات طارئة فقط في حال اتفقت الكتل على ذلك.

وقال بلند إسماعيل مسؤول الفرع الثاني للحزب الديمقراطي الكوردستاني في اربيل بتصريح للصحفيين اليوم بينهم مراسل وكالة شفق نيوز: نريد إعادة عقد جلسات برلمان كوردستان للعمل على تعديل قانون الانتخابات وتفعيل عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم تحضيرا لإجراء الانتخابات.

ويسعى الحزب الديمقراطي الكوردستاني إجراء الانتخابات في إقليم كوردستان في نهاية العام 2023 كما صرح قياديون في الحزب بأكثر من مناسبة غير أن هناك بعض العراقيل التي تحول دون ذلك منها تعديل قانون الانتخابات، ومعارضة أطراف سياسية لعمل مفوضية الانتخابات.

وحول عقد اجتماع جديد مع الاتحاد الوطني الكوردستاني قال إسماعيل: عقدنا اجتماعا الشهر الماضي، والاتحاد الوطني لغاية الآن ليس مستعدا لعقد الاجتماع الثاني بهدف المضي في عقد اتفاق حول اجراء الانتخابات كما جرى ذلك مع اطراف وقوى وأحزاب سياسية أُخرى في الإقليم.

وأكد مسؤول الفرع الثاني للديمقراطي الكوردستاني، أنه “حاليا ننتظر موقف الاتحاد الوطني من أجل عقد الاجتماع الثاني”.

وكان برلمان كوردستان قد صوت في شهر تشرين الأول من العام 2022 على تمديد عمره التشريعي وتأجيل الانتخابات لعام واحد على أن يتم إجراؤها خلال العام 2023 مع انتخابات مجالس المحافظات.

اقليم كوردستان: نفتخر بالتعايش السلمي واحتضان الأقليات

شفق نيوز/ أكد منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كوردستان ديندار زيباري، يوم الاربعاء، ان حكومة الاقليم تفتخر بملف “التعايش السلمي و احتضان الأقليات”. 

وقال زيباري في مؤتمر صحفي عقده اليوم في اربيل، وحضره مراسل وكالة شفق نيوز، إن “اجتماعاً موسعاً سيعقد اليوم، مع ممثلين عن البرلمان والسلطة القضائية والادعاء العام في اقليم كوردستان للبدء بتنفيذ وتطبيق خطة التوصيات الدولية لتحسين أوضاع حقوق الإنسان وتطويرها”، مبينا أن “هذا العمل بدأته حكومة الإقليم من خلال وزاراتها المعنية بالتنسيق مع البرلمان لمراجعة القوانين والطمأنينة بإيفاء الالتزامات الدولية”.

وأضاف أن “السلطة القضائية معنية أيضاً بهذا الأمر من خلال التسريع بعملية المحاكمات واستقلالية القضاء بشكل كامل” . 

وتابع: “سنقوم اليوم، بعقد اجتماع حول ملف خطاب الكراهية”، مؤكداً أن “الاقليم كان مميزا بالنسبة للعراق والمجتمع الدولي في التعايش السلمي واحتضان الأقليات”.

وأشار أن “هناك إجراءات على مستوى الوزارات والأداء الحكومي بشكل يومي للتعامل مع هذا الملف على مستوى التربية والتعليم العالي والقوانين”، موضحا أن “هذا الملف نحن كحكومة اقليم كوردستان نفتخر به” . 

واوضح انه “بتوجيه من رئيس وزراء الاقليم قامت الحكومة بتسريع عملية تنفيذ الخطة الاقليمية لحقوق الانسان”، مشددا على أن “هناك محاولات لتطويرها” .

سياحة كوردستان تكشف معدل إنفاق السياح في الإقليم

شفق نيوز / اجتمعت هيئة السياحة في إقليم كوردستان، يوم
الأربعاء، مع شركات السياحة في الإقليم ودول الجوار، بمدينة أربيل، بمشاركة أكثر
من 200 شركة إيرانية، نوقش خلاله سبل زيادة أعداد السياح إلى الإقليم.

وقالت رئيسة الهيئة، أمل جلال، في مؤتمر صحفي حضرته وكالة
شفق نيوز، إن “العام الماضي شهد الإقليم دخول 6 ملايين سائح، 85% من داخل
العراق، و15% من خارجه”.

وتوقعت جلال “زيادة أعداد السياح إلى إقليم كوردستان
خلال العام الحالي”، لافتة إلى أن “الدخل المالي للشركات السياحة
بالإقليم ارتفع 10% خلال العام الماضي”.

ونوهت رئيسة الهيئة، إلى أن كل سائح يقصد اقليم كوردستان
ينفق مبلغا ماليا يتراوح بين 250 – 400 دولار خلال رحلته.

وكانت الهيئة قد أعلنت في احصائية نشرتها مطلع العام
الحالي، أن 6 ملايين و168 ألف سائح قدموا إلى إقليم كوردستان في العام 2022.

‏وتعمل حكومة إقليم كوردستان، منذ سنوات على
تطوير القطاع السياحي في جميع المحافظات الكوردستانية، ومناطق السياحة الطبيعية
على وجه الخصوص، من خلال العديد من الإجراءات الإصلاحية، الأمر الذي زاد من أعداد
السياح خلال العامين الماضيين.

بعد الإمارات .. رئيس حكومة إقليم كوردستان يزور فرنسا

شفق نيوز/ من المقرر أن يتوجه رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني غدا الخميس إلى فرنسا بعد أن ينتهي من زيارته التي يجريها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال سفين دزيي مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في الإقليم بتصريح أدلى به للصحفيين من دبي، إنه بعد انتهاء القمة العالمية للحكومات المنعقدة في الإمارات سيتوجه رئيس حكومة الاقليم بزيارة رسمية إلى فرنسا.

وأضاف أن الزيارة ستشهد مناقشة العلاقات بين اربيل وبغداد اضافة الأوضاع والقضايا الراهنة، مؤكدا أن مسرور بارزاني سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتوجّه رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، يوم الأحد 12 شباط (فبراير) 2023، على رأس وفد حكومي إلى الإمارات العربية المتحدة، للمشاركة في القمة العالمية للحكومات في مدينة دبي التي انطلقت في 13 من الشهر الجاري وتستمر ثلاثة أيام.

وعقد رئيس الحكومة، خلال أعمال القمة، سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع كبار الزعماء والمسؤولين والمفكرين وأصحاب الأعمال العرب والإقليميين والعالميين.

وتعقد القمة العالمية للحكومات في دبي سنوياً، وتجمع هذا العام نحو 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيراً وآلاف المسؤولين الحكوميين.

بعد المناطق الجبلية.. النفط الأبيض يصل أطراف المدن الكوردستانية

شفق نيوز / أعلنت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم
كوردستان، يوم الأربعاء، البدء بعملية توزيع النفط الأبيض على المواطنين الساكنين
في أطراف المدن الكوردستانية.

وذكرت الوزارة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن
“عملية توزيع النفط الأبيض في المناطق الجبلية انتهت، بعد توزيع 64 مليون لتر
هناك”، مشيرة إلى “البدء بتوزيع النفط على المواطنين الساكنين في أطراف
المدن كخطوة ثانية”.

وأضافت: “حتى الآن، جرى توزيع نحو مليوني لتر من
النفط الأبيض، على 8 آلاف و500 اسرة في أطراف المدن”، مؤكدة أن “هذه
العملية مستمرة”.

وكانت وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كوردستان،
قد أعلنت الشهر الماضي، موافقة بغداد على إرسال ملايين اللترات من النفط الابيض
بسعر مخفض إلى الإقليم، ووصول أول وجبة منها إلى أربيل.

وتؤكد حكومة إقليم كوردستان، استمرار عملية توزيع مادة
النفط الأبيض بدعم حكومي للأسعار، وأشارت إلى توزيع أكثر من (43) مليون لتر لأكثر
من (215) ألف أسرة في مختلف مناطق الإقليم، خلال شهر كانون الأول الماضي.