قال الدكتور علي بكر، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه “حتى لو تم القضاء على تنظيم داعش عسكريا فسنكون أمام معركة فكرية ربما لن تقل خطراً أو شراسة من المعركة العسكرية”.

وجاء كلام الدكتور علي بكر في تصريح لموقع “تموز نت” تعليقاً على الحديث عن قرب إعلان القضاء على تنظيم “داعش” عسكرياً في آخر معاقله شمال وشرق سوريا ضمن المعركة التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين عرب وكرد من سوريا والمدعومة من قبل التحالف الدولي لمحاربة “داعش”.  

وأكد الدكتور بكر في بداية حديثه أن تنظيم “داعش” تكمن قوته حاليا في فروعه المنتشرة في العديد من مناطق العالم مثل نيجيريا ومنطقة الساحل والصحراء واليمن وأفغانستان، أكثر من قوته بقلب التنظيم في العراق وسوريا، ورغم ذلك يصعب القضاء عليه في العراق وسوريا عسكرياً حتى لو سقطت آخر معاقله الجغرافية.

ونوه الدكتور بكر أن التنظيم مؤخرا صار يعتمد على نظام الانتشار الجغرافي وليس السيطرة المكانية حيث يعتمد على مجموعات صغيرة تتحرك بشكل واسع وكبير، وأضاف قائلاً :”ويؤيد ذلك تصريح وزارة الدفاع الأمريكية مطلع الشهر الجاري والذي قالت فيه أن “داعش يعيد تشكيل قدراته من جديد في العراق ويمتلك أعداد كبيرة من المقاتلين”، وبالتالي نستطيع القول أن تنظيم داعش متشعب تنظيمياً ويجعل سقوط معاقله بشكل نهائي لا تعني القضاء النهائي عليه”.

وأردف بكر :”ومن جهة أخرى يمكن القول أنه حتى ولو تم القضاء على التنظيم عسكريا فإن التنظيم متجذر بشكل فكري، وهذا الفكر منتشر لدى الكثير من الشباب في العراق وسوريا لاسيما الشريحة السنية والذين يتراوح أعمارهم بين 15 و22 عاماً وهم الذين كان يطلق عليهم التنظيم اسم “أشبال الخلافة”، هؤلاء الذين نشأوا في كنف التنظيم وتربوا عليه وتشربوا بأفكاره وأصبح من الصعب عدولهم عن هذا الفكر”.

ويشر الدكتور علي بكر أنه وعلى ضوء ما سبق يمكن القول أن تنظيم داعش أصبح يمثل معضلة فكرية أكثر منها معضلة عسكرية نظراً لانتشار أفكار التنظيم الواسع، وبالتالي حتى لو تم القضاء عليه عسكريا فسيكون العالم أمام معركة فكرية ربما لن تقل خطورة أو شراسة من المعركة العسكرية، لاسيما في ظل تعدد فروع التنظيم الخارجية، الأمر الذي يحتاج إلى رؤية واستراتيجية دولية وإقليمية لمواجهة التنظيم بشقيه العسكري والفكري”.

وحول أسباب انتشار التطرف الديني في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط أكد الدكتور بكر أن التطرف له عوامل كثيرة منها ما هو اقتصادي واجتماعي و سياسي، وأيضا ما يتعلق بالموروثات الدينية والثقافية في المنطقة العربية وفي منطقة الشرق الأوسط”.

وعن رؤيته لكيفية مواجهة التطرف والحد منه قال الدكتور علي بكر في ختام حديثه :”هذا الأمر يفرض ضرورة إعادة النظر في تجديد الخطاب الديني مرة أخرى وتفعيل دور المؤسسات الدينية الشرعية الرسمية حتى تمثل رأس الحربة في مواجهة الفكر المتطرف بشكل عام والفكر الداعشي بشكل خاص”.

تموز نت

شارك هذه المقالة على المنصات التالية